تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السوريون أصحاب قرار وسيادة

حدث وتعليق
الخميس 27-12-2012
ناصر منذر

المتابع لتطورات الأحداث في سورية والحراك الدولي لحل الأزمة, يجد بكل بساطة أن القوى والأطراف المتآمرة لا تريد أي حل سلمي, وتعمل على عرقلة كل جهد يصب في هذا الشأن, وهمها الوحيد هو البحث عن وسائل وذرائع جديدة تؤجج الأوضاع أكثر فأكثر,

والسبب هو أن أي حل يلبي رغبات السوريين وتطلعاتهم سيكون متناقضا تماما مع مصالحها الاستعمارية, وبالتالي فان الحل الذي تسعى تلك القوى لفرضه كما تتوهم يجب أن يكون مفصلا على مقاس مشاريعها التقسيمية, والتي تصب بنهاية المطاف في خدمة الكيان الصهيوني.‏

تلك القوى وعلى رأسها أميركا والغرب ومشيخات النفط والغاز في الخليج إضافة إلى حكومة أردوغان التركية تعمل جاهدة اليوم لوأد أي بوادر حلول قد يتوصل إليها المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي, تماما كما فعلت في السابق مع سلفه كوفي أنان, فهم يتظاهرون في العلن أنهم يدعمون مهمة الإبراهيمي وما نص عليه اتفاق جنيف, وفي الوقت نفسه يرسلون السلاح والمسلحين إلى سورية, ويحرضون على العنف ورفض الحوار لاستنزاف سورية بهدف إضعافها ومحاولة تحجيم دورها الفاعل في المعادلة الإقليمية والدولية, انتقاما منها لسياستها الوطنية الثابتة, فهي كانت وما زالت العائق الوحيد أمام تحقيق مخططاتهم التوسعية في المنطقة.‏

إذا فالمنظومة العدوانية لا تريد أي حل ينهي الأزمة, وحملات التجييش والسعي الغربي المحموم لإبقاء سورية في دوامة عنف لا تنتهي, باتت توضح مدى الحقد الدفين لتلك الدول الحالمة بعودة عهدها الاستعماري من جديد, كما أنها أسقطت القناع عن بعض الأنظمة العربية العميلة التي كشفت دون أي حياء عن ارتهانها للغرب, فأبى حكامها إلا أن يكونوا رأس الحربة في المشروع الصهيو أميركي, ويقومون بحرب وكالة نيابة عن إسرائيل ضد سورية, ولكن التاريخ لن يرحمهم, فهم مجرد حالة طارئة سيلفظهم مشغلوهم بمجرد الانتهاء من الدور المناط بهم.‏

سورية تجاوبت منذ بداية الأزمة مع كل المبادرات والجهود الرامية لإيجاد حل سلمي يكون أساسه الحوار الوطني البناء بعيدا عن أي املاءات أو ضغوط خارجية, وبما يحافظ على سيادتها ووحدة أراضيها, والسوريون وجهوا العديد من الرسائل البليغة أكدوا خلالها تمسكهم بقرارهم الوطني المستقل, ورفضهم القاطع لأي تدخل خارجي, وعليه فان أي مبادرة للحل يجب أن تمتثل لإرادة السوريين وحدهم, فهم أصحاب الحق في تقرير مصيرهم ومستقبلهم, وقد كانوا عبر التاريخ وما زالوا أصحاب سيادة وقرار, ولن يقبلوا بأي حل يفرض عليهم من الخارج تحت أي ظرف كان.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية