صحيفة «الغارديان» نقلت عن برقية سرية من السفير الأميركي في قطر جوزيف لوبارون «إن قناة الجزيرة تُستخدم كورقة مساومة في تعاملات قطر مع دول الجوار، وقال لوبارون في برقيته الدبلوماسية العام الماضي «نتوقع أن يستمر استخدام «الجزيرة « كأداة غير رسمية في السياسة الخارجية لحكومة قطر، وكوسيلة للتأثير بيد قطر للتعبير عن سياستها الخارجية، كما ستستمر قطر في استخدامها كأداة للمساومة . وعن تدخل مشيخات قطر في سياسة « القناة « تقول المذيعة السابقة في «القناة « لينا زهر الدين في احدى مقابلاتها الصحفية: كان هناك تعليمات واضحة من الحكومة لادارة « القناة « بتناول هذا الملف أو ذاك أو تسليط الضوء على هذا الخبر أو ذاك، وإلا فكيف نفسّر توقف قناة الجزيرة فجأة عن انتقاد السـعودية مثلاً، بعد أن كانت كل سهامها مسلّطة على هذا البلد؟! وكيف نفسّر تغطية الجزيرة لخبر مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن ورميه في البحر بهذه الطريقة المنافية لكل التقاليد والتعاليم السماوية، ومرور هذا الخبر «مرور الكرام» في القناة وهي التي اعتبرت في يوم من الأيام الناطقة باسم أسامة بن لادن؟ وكيف نفسّر دعم قناة الجزيرة « لثورة « مصر مثلا ومساهمتها في نجاحها مساهمة فعّالة في حين أحجمت عن دعم الشارع المغربي أو البحريني أو الأردني مثلاً بنفس الطريقة والتغطية؟ أو ليست هذه سياسة دولة وليست سياسة مجرد محطة إخبارية؟! .
بدوره موقع ويكيليكس نشر وثيقة حملت رقم 432 بتاريخ الأول من تموز 2009 تحدثت عن اللقاء الذي استغرق 50 دقيقة بين حمد بن جاسم وادارة» القناة» والذي أسهب فيه بن جاسم الحديث عن السياسة الخارجية القطرية، في عدد من الموضوعات بما فيها المصالحة الفلسطينية وعملية السلام ولم يدخر جهداً في شن هجوم شرس على بعض الدول العربية وسياساتها بشكل مباشر وغير مباشر في لحظات أخرى.
وعن اهمية « الجزيرة «بالنسبة لدويلة قطر قالت صحيفة الاندبندنت في احدى مقالاتها: إن قيمة الجزيرة الآن بالنسبة إلى قطر توازي قيمة الغاز الطبيعي الموجود وبكثرة في هذا البلد، وهي تتلقى أموالاً طائلة لدعم أدائها وتعزيز عملها من داخل وخارج قطر، ففي عام 1996 قدم حاكم قطر منحة إلى الجزيرة تقدر بـ 140 مليون دولار لتمدد فترة بثها من ست ساعات إلى 24 ساعة وليصل عدد مشاهديها إلى 50 مليون مشاهد، فلماذا كل هذه الجهود وكل تلك الأموال والدعم؟!».
لا يخفى على أحد أن قناة الجزيرة مارست دوراً عدوانياً مشبوهاً في الأحداث التي اجتاحت المنطقة، كما لا يخفى أيضاً أنها «نجحت» في بداية الأمر بخداع العالم وأجهزة الاستخبارات فيه بتصورها للحركات الإرهابية المسلحة على أنها انتفاضة شعبية بيضاء، ولكن سرعان ما تبدد هذا «النجاح»، وذهب أدراج النسيان بعد أن تكشفت الحقائق التي عرّت الدور الخبيث للقناة بعد أن أصبحت الناطق الرسمي لأميركا والغرب وتبنت المشروع الاستعماري الهادف للسيطرة على مقدرات الوطن العربي .
ففي ليبيا وتونس ومصر لعبت « القناة « الدور المحوري في توجيه وصناعة الحدث، وإذكاء الفتنة والتحريض في الشارع، حتى بلغ الأمر قيام المسلحين بالمشاركة في التظاهرات حتى عندما انقطعت الانترنت والاتصالات إذ كان هؤلاء يتلقون الأوامر بالمشاركة في تلك التظاهرات من «الجزيرة» الناطقة بالعربية!!.
يقول محللون إن قناة الجزيرة عملت على زرع الفتنة والشقاق في العديد من الدول العربية، وأنّ دورها أساسي ويُعوّل عليه بل هو المنبر الأهمّ في تضليل الرأي العام العربي، ، الامر الذي أشار اليه موقع ويكيليكس في وثيقتين حملت الاولى رقم 432 تاريخ 1 تموز، والثانية الرقم 677 تاريخ 19 تشرين الثاني 2009 بأن النظام القطري يستخدم دائما « الجزيرة « في تصفية حساباته مع خصومه، وأنه نجح أكثر من مرة في إشعال الفتن في عدد كبير من العواصم العربية، حسبما ورد في الوثيقتين.
وفي هذا الاطار يقول محللون إن « الجزيرة « اتبعت أسلوب التأليب في الشارعين المصري والتونسي، من خلال الإمعان في بث البرامج وتقديم التقارير الإخبارية بأسلوب يحرض فئات الشعب في البلدين على بعضها، وقد وصل بها الأمر في سبيل تحقيق هذا الهدف إلى إنشاء قناة خاصة بمصر سمتها « الجزيرة مباشر مصر» مهمتها الأساسية صبّ الزيت على النار، ووسيلتها في ذلك توجيه الإهانات المتكررة للشعب المصري ووصفه بأقذع الأوصاف، في حين أكدت وثائق ويكيليكس أن وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم وعدداً من المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين أكدوا أنه بمجرد خروج المصريين إلى الشارع فإنه سيكلف « القناة « ببث كل ما يزكي إشعال الفتنه في الشارع ليس فقط بين المصريين والنظام ولكن بين المصريين بعضهم البعض.
وحول مصداقية» الجزيرة» قالت صحيفة الاندبندنت في مقال لها في كانون الاول من عام 2011 بعنوان « شكوك بإمكانية احتفال « الجزيرة «بذكراها الـ16 : باتت قناة الجزيرة أكثر المحطات إثارة للجدل والشك فيما يخص مصداقيتها وتوجيهها للخبر واعتمادها استراتيجية واضحة في تجييش الشعوب العربية لدرجة أنها باتت مرفوضة ومكروهة لما تقوم به من محاولات حثيثة لزعزعة أمن سورية واستقرارها، وللوصول بهذا البلد الآمن إلى ما آلت إليه الحال في كل من مصر وتونس وكذلك ليبيا .
وتابعت الصحيفة بالقول: «بكل الوسائل الممكنة وباستخدام الأكاذيب والأحابيل والتضليل تحاول « الجزيرة « قتل سورية وذلك بتسخير كل قواها الإعلامية لتدمير هذا البلد من خلال فبركة مشاهد مأخوذة عن اليوتيوب وحبك أحداث وتجنيد كل قدراتها المادية والمعنوية لأجل هذا الهدف، وأكدت الصحيفة أن «الجزيرة «تحولت إلى قناة إرهابية تشجع على قتل الناس وتخريب بلدان باستراتيجية ممنهجة، لتختم الصحيفة مقالها بالقول: فإن واقع الحال يقول: إنها ستسقط لعدم مصداقيتها .