هو فلسطيني سبق أن اطلق سراحه في اتفاقية مع الاحتلال لكن الاحتلال الصهيوني لايراعي اتفاقاً ولا يلتزم بعهد او بكلمة - هكذا اعاد المحتلون سجن العيساوي كما فعلوها مع غيره ممن أطلق سراحهم بموجب اتفاقية مع الاحتلال برعاية مصرية .
الكيان الصهيوني بدوره صاحب أرقام قياسية في تعامله مع الشعب الفلسطيني ، أصدر احكاما بحق بعض الأسرى تجاوزت مددها مئة عام ، وهو - أي الاحتلال الصهيوني - يواصل سياساته في ضرب الأرقام القياسية بحق شعبنا الفلسطيني ، وهو يسابق من سبقه من العنصريين في الممارسات العنصرية ضد أهلنا في عموم فلسطين ، يواصل مثلاً محاصرة قطاع غزة منذ ست سنوات ، ويواصل عدوانه على البيوت الفلسطينية في القدس ،يدمر ويصادر ، ويمنع اهل القدس من العيش فيها بعد أن كانوا في خارجها ،اعتقل العيساوي بحجة أنه عاد إلى العيسوية - المقدسية - بعد إطلاق سراحه .. واعتبر الاحتلال الصهيوني أن عودة الأسير إلى قريته وبيته جريمه يحاسب عليها القانون العسكري ومعه وإلى جانبه القانون المدني ، فإن كانت المحكمة المدنية قد أصدرت حكما بالحبس ثمانية اشهر على العيساوي فإنها ايضاً حولته الى محاكمة عسكرية حال انتهاء محكوميته الاولى في آذار القادم لكي يعود إلى السجن مدة تصل إلى العشرين عاماً .
المشكلة أن الاحتلال الصهيوني يواصل صلفه وتحديه للقوانين والأنظمة والقرارات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان ، أكثر من 4700 أسير فلسطيني محرومون من اعتبارهم أسرى حرب مع أنهم كذلك ،لأن بين شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية من جهة والاحتلال الصهيوني من جهة ثانية حالة حرب منذ قيام الكيان الصهيوني في قلب فلسطين في الخامس عشر من أيار عام 1948.
المجتمع الدولي المتمثل بالأمم المتحدة لايعير أدنى اهتمام بما يفعله الاحتلال الصهيوني ،ولو أنه أعار القضية الفلسطينية الاهتمام المطلوب لكان يعامل اليوم الكيان الاحتلالي الصهيوني كما عامل نظام الأبارتيد في جنوب إفريقيا وارغمه على الانتهاء بفعل بسالة شعب جنوب إفريقيا وتضامن العالم معه ضد العنصرية .
الكيان الصهيوني هو الكيان العنصري الوحيد المتبقي في عالم اليوم ، هو الكيان الوحيد الذي يقوم على أرض شعب بعد طرده بالقوة من وطنه ، الكيان الصهيوني إذاً يضرب بعرض الحائط ليس فقط شرعة الإنسان بل كذلك الأعراف والقوانين والقرارات الاممية التي يفترض أن يقوم المجتمع الدولي بفرضها على هذا النمرود المتمرد ، ولكن إن كان المجتمع الدولي كما حاله اليوم خاضعا تحت الضغوط الأمريكية فإن العتب يبقى قائماً على من يدعي أنه من المجتمع الدولي ومع القرارات الدولية ومع حقوق الإنسان وحرياته الأساسية .
الكيان الصهيوني تحد حقيقي للمجتمع الإنساني وللقوانين الناظمة للعلاقات الانسانية وهو تحد سافر للأمم المتحدة ولقراراتها ونظامها العام ، وبالتالي يتحمل أعضاء الامم المتحدة المسؤولية عن الجرائم والمجازر التي يقترفها الكيان الصهيوني واقترفها منذ نشأته على الثرى العربي الفلسطيني .
على المجتمع الدولي أن يشعر بالمسؤولية حيال معاناة شعب فلسطين، والمعركة الراهنة معركة الأمعاء الخاوية بين الأسرى الفلسطينيين والقتلة السجانين الصهاينة نموذج حي لما يمكن أن يحدث في مجتمعات أخرى إن سكت العالم على جرائم الصهاينة .
التضامن مع الأسرى الفلسطينيين واجب إنساني وواجب وطني كما أنه واجب قومي ، فهل يتصرف العرب خصوصاً بما تمليه عليهم عروبتهم وما يمليه عليهم حق الدفاع عن النفس كون الكيان الصهيوني يشكل خطراً مباشراً على العرب كلهم ؟
Nawaf.m.abulhaija@gmail.com