مع الأسف..السوريون الذين اكتووا بإرهاب وإجرام ميليشيات ظلامية تكفيرية جُنِدت وصُدِرت خصيصاً لهم من كافة أصقاع الدنيا،مازالوا في خضم الألم والفجيعة دون أن يرف للمتآمرين جفن..ولكن كيف يهتمون بمعاناتهم ومأساتهم مادام الهدف هو الانتقام منهم لصمودهم والتفافهم حول قيادتهم السياسية؟.
ولعل المفارقة أن الألسن والأيادي التي ترتفع حدتها تارة هنا وتارة هناك بحجة الحرص على السوريين هي ذاتها التي من المقرر أن تجتمع اليوم في اسطنبول لمناقشة الآلية المثلى لتقتيل أكبر عدد ممكن منهم كما أنها هي نفسها المسؤولة وبالكامل عن حمامات الدم المستعرة إلى الآن!.
ولعل الأسوأ من ذلك كله هو إصرار معظم أولئك المتربصين على أن ما سيقدمونه للإرهابيين والمتطرفين على الأرض من أسلحة وتجهيزات فتاكة هي لحماية السوريين!.
عجباً..ومتى كان تسليح القتلة يقي الأبرياء العزل من جرائم الإبادة وفظائع التعذيب والتنكيل والتمثيل؟ثم من يحمي من؟وممن؟ومتى كان الغرب وأجراؤه من العرب حريصين على الشعب السوري؟وإذا كانوا يتحركون بدافع النبل والإنسانية كما يزعمون لماذا لا يحركون ساكناً للفلسطيني الذي يذبح ويؤسر ويطرد من أرضه على الملأ؟.
الراجح،وبحسب المعطيات،أن منظومة التآمر والعدوان لم ترتو بعد من دماء السوريين،وأن تلال الجثث المتفحمة والمنكل بها ودموع الثكالى واليتامى لم تُشبع أحقادها،لذلك نراها مصممة على مواصلة سيناريوهاتها القذرة حتى الرمق الأخير.
لكن وباختصار..لكل من يتاجر بنا ويقبض ثمن دمائنا وأماننا واستقرارنا نقول:كفوا عن ذبحنا باسمنا وباسم حريتنا وكرامتنا..فأنتم لستم الوطن ولا أبناءه ولا المفوضين بأمره ولا الناطقين باسمه ولا الأوصياء عليه.