تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مدير التأليف في الهيئة العامة للكتاب د. نهاد الجرد:لا يمكـن إلا أن تكـون حـواراً أو تؤسس للحـوار

ثقافـة
الاثنين 4-3-2013
 فادية مصارع

الترجمة حسب د. شحادة الخوري صناعة قديمة اقتضاها وجود جماعات بشرية متعددة اللغات. ويواكب ازدهارها ازدياد الاتصال بين الأمم والشعوب وبين الدول والمنظمات ونمو التبادل الثقافي والتجاري بين الجماعات لذلك

نجد أنها في هذا العصر الذي قصرت فيه المسافات بين البلدان ونشط التواصل بين الناس على كل صعيد، ونشأ العديد من المنظمات والهيئات، وكثرت فيه الاجتماعات واللقاءات وسعى كل شعب لمعرفة ما توصلت إليه الشعوب الأخرى في ميادين المعرفة‏

، قد صارت ضرورة حياتية، وأدركت مكانة مرموقة، وأُحدثت لها الكليات والأقسام والمعاهد ووضعت لها الأصول والقواعد، وراجت بكل تفرعاتها.. الترجمة الفورية والكتابية والتي منها الإدارية والإعلامية ثم الثقافية والعلمية.. وهي كما يراها د. محي الدين صابر الجسر الممدود بين بني البشر، يؤكد تفاعلهم وتكاملهم، في مسيرة حياة الإنسانية في تعاملهم مع البيئة الطبيعية والاجتماعية، صراعاً وتعاوناً، ومواجهة وحواراً، وفي إنجازاتهم فيهما تكيفاً وتجاوزاً. ولقد نهضت الترجمة في تاريخ المعرفة، لدى كل الشعوب بدور جوهري وبالنسبة إلى الشعب العربي فهي تعتبر أبرز ظاهرة في هذا المجال، سواء من حيث الاستقبال أو الإرسال. فقد كان العرب من السبّاقين في اعتماد الترجمة كمؤسسة رسمية من مؤسسات الدولة، وذلك في بداية الدولة الإسلامية.. كما أن اللغة العربية، ظلت مرجعاً للعالم كله تنقل عنه شعائر الدين الإسلامي، عقيدة وشريعة، ويرجع إليها في العلوم الطبيعية والحيوية والرياضية، والفلسفية، باعتبارها وعاء المعرفة المتقدمة لفترة قرون في العصر الوسيط وفي تاريخ التقدم الحضاري البشري، فكراً وتقنية وخبرة. لكن.. كيف يختار المترجم كتابه وهل يضع في ذهنه القارئ أولاً أم المبيعات أم الفائدة الأدبية؟ وهل يمتلك سلطة البناء والهدم ويتحكم في مسارات النص؟ وكيف يمكن للترجمة أن تشكل حواراً مع المختلف والمشترك أسئلة أجاب عليها د. نهاد الجرد مدير التأليف في الهيئة العامة للكتاب، معاون المدير العام للشؤون الثقافية.‏‏

فالأصل عنده هو الكتاب الذي يترجمه، ومن ثم تأتي أهمية المبيعات. وهذا يقرره الناشر. فهو لا يقدم على التفكير جدياً في ترجمة نصٍّ ليس مقتنعاً بأهمية نقله إلى العربية لاطلاع القارئ العربي عليه، فعملية الترجمة هي عملية تشاركية معقدة، تبدأ من أهمية النص عنده كقارئ من ثقافة مختلفة، يدرك أهميته في سياق التيارات الثقافية الإنسانية، ويرى ضرورة نقله إلى لغته الأم لإغنائها وإطلاع القارئ على نتاجات الفكر الإنساني في اللغات الأخرى.‏‏

أما الكتب التي يفضل د. الجرد ترجمتها فهي الأدبية التي يجد فيها ما يمكّن القارئ العربي من معرفة الآخر، ورؤيته التي يمكن أن تغني أدبنا، مع اهتمامه بالنصوص التي تحمل جديداً يضاف إلى التراث والفكر الإنساني، والنصوص التي تشكل علامة فارقة في طرق التفكير والإبداع.‏‏

وهو لم يفكر بالترجمة إلى اللغات الأجنبية التي يتقنها، لأنه بعيد عن السياقات الثقافية الأصليّة فيها، كونه لا يعيش في البلدان الناطقة بهذه اللغات، ومن الصعب عليه إيجاد الوسائل التي يمكن له فيها التواصل مع القارئ هناك، بل يعيش هنا ضمن سياقات مختلفة، ومن الطبيعي أن لا يفكر بالترجمة المعاكسة هنا.‏‏

وعن خيانة المترجم وتحكمه في مسارات النص بيّن مدير التأليف في الهيئة العامة للكتاب أن المترجم الجيد يملك سلطة البناء والهدم، بمعنى أن يقوم بالتدخل لتقديم  نصّ غير أمين. وقد تمت الإساءة إلى كثير من النصوص الإبداعية بنقلها إلى العربية نقلا يفتقد الأمانة، والتذرع بمقولة «أيها المترجم أيها الخائن» في تحريف النصوص تحت دعوى « لم يكن بالإمكان أبدع مما كان « تجعل من عملية الترجمة حواراً بين طرشان، وتعمق الصور والأحكام المسبقة التي ترسخ القطيعة بين الحضارات، ولا تسهل الحوار ومعرفة الآخر في عملية التبادل الثقافية.‏‏

ويرى أنه لايمكن للترجمة إلا أن تكون حوراً، أو أن تؤسس لما يمكن أن يقود إلى الحوار، ويكون هذا الحوار بنّاءً، عندما يتم اختيار النصوص المترجمة اختياراً صحيحاً، ويقدم المترجم ما يمكن أن يبنى عليه، في فهم الآخر، سواء كان هذا الآخر يشترك معنا في الرؤية و الفهم، أو كان fadiamsr@yahoo.com ">مختلفاً.‏‏

fadiamsr@yahoo.com ‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية