في الفصل في إحدى الإشكاليات غير عابئ بالعقابيل، فإن تحديات أخرى ستطفو على السطح، وتعلو بعض الأصوات المستهجنة جنوح الاتحاد لاتخاذ قرارات متباينة في قضايا متشابهة! مع الغمز من قناة ازدواجية المعايير, ولعل الاتحاد فضل أن يتهم بهذه الفرية على أن يتهم بالضعف والتراخي وعدم القدرة على إدارة دفة المسابقة، وإظهار مدى جديته وسطوته وإصراره على استعمال صلاحياته لمعالجة أي خلل أو خطأ، بغض النظر عن اسم النادي!! ولهذه الجدية مفاعيل لاحقة فضلاً عن الرجعية، فهي ستشكل عنصر ردع يحول دون استهتار البعض باللوائح والأنظمة، ما يضعف احتمال تكرار المخالفة في المدى المنظور على أقل تقدير.
ورغم أن المسألة ليست معقدة وتتعلق بتخلف أحد الأندية عن حضور مباراة، وأن تخلفه لم يأت بمحض إرادته، وإنما لعدم تبلغه بتغيير مكان إقامة المباراة رسمياً؟! فإن اتحاد الكرة لم يجد غضاضة في القول إنه اتخذ قرارات جديدة على ضوء متغيرات ومعطيات طارئة، وتم تبليغها عبر قناة طبيعية، وإن لم تكن على شاكلة قراره الأول؟!
ومن نافلة القول إن هذه العثرة مرت بسلام ولم تشكل خطراً على دوران عجلة المسابقة؟! لكن في الوقت نفسه لابد من الإقرار أن الزوبعة تدل على هشاشة المشهد الكروي برمته، وضيق أفق الفكر الاحترافي، واتساع رقعة المناورة؟! الأمر الذي ينذر بعقابيل أكثر سوءاً عند التكرار أو تعاقب الثغرات.
ولا نعتقد أن دورينا قادر على تحمل مزيد من الهزات والنكسات، فهو يسير على أرض غير ممهدة وتعصف به الأنواء, وأنديته تعاند واقعها وتصارع مشكلاتها لإنجاحه وإيصاله إلى بر الأمان؟! فهل يعجز الاتحاد عن تنظيم مسابقة بهذا الحجم من الاختصار والاختزال؟! أم إنه فريسة لنوازع المتصيدين في المياه العكرة والمشككين بقدراته وكفاءته؟ ولعل التحديات القادمة ستكشف الوجه الحقيقي للواقع الكروي، وقدرة الاتحاد على تجاوزها والتغلب عليها، أو فشله في الإدارة.