تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


2014 .. عام مكافحة الإرهاب في سورية

شؤون سياسية
الاثنين 20-1-2014
منير الموسى

سيعرف العالم من هي الدول راعية الإرهاب وعلى رأسها حكام إسرائيل والسعودية وتركيا وفرنسا وبطبيعة الحال فإن الهجمات الإرهابية تخصصت وتفننت فيها هذه الدول تجاه سورية بشكل خاص وفي المنطقة بشكل عام وتمت دائماً من خلال عمل الاستخبارات الغربية والتركية والإسرائيلية والفروع الوهابية وتحت الضوء الأخضر الأميركي، فكانت أميركا أول دولة دعمت الإرهابيين، وكان انتشارها في سورية استمراراً لنشر الكراهية والعنف الذي دأب عليه الكيان الصهيوني منذ 65 عاماً، وكل ذلك لتدمير الأديان وخلق دين جديد في العالم يقوم على نشر المخدرات والجنس والشر بجميع أنواعه ونهب ثروات الشعوب.

وقد وعد قادة كبار في العالم بالرد على كل الدول الإرهابية التي ساهمت مع أميركا في تقويض الدول المستقلة على مدى السنوات الماضية وما سببته من جرائم على الناس ارتدت على الاقتصاد، والرد على كل أدواتها الإعلامية ولوبياتها، وربما يجري القبض على مرتكبي الجرائم الذين يكرهون تقدم الشعوب، ولكن المؤسف أن أميركا دولة عظمى وتريد أن تخرج من هذه الحرب التي شنتها ضد القوى الكبرى الأخرى بصيغة لا غالب ولا مغلوب.‏

وسواء عقد المؤتمر الدولي في جنيف بشأن سورية أم لم يُعقد فإن فرنسا والسعودية أكبر الخاسرين وعليهما أن تدفعا أكثر مما تأخذان، ويبدو أن الرئيس الفرنسي غير قلق من هذا الأمر لأنه قام بمهمته على أكمل وجه في خدمة إسرائيل، ويعتبر نتائج الحرب العالمية على سورية، التي ستنعكس سلباً على فرنسا، مجرد أمر ثانوي. حتى شعبيته التي انخفضت إلى الحضيض لا تهمه لأن مهمته قد أنجزها بتدمير الكثير من المنشآت الحيوية السورية وأشبع الغريزة الصهيونية بمناظر المجازر بحق أبناء الشعب العربي السوري.‏

وكانت إسرائيل وأميركا تمنيان النفس بتفكيك سورية وتقسيمها، وتسليم زمام أمور كل قطعة منها لمجموعة إرهابية أجنبية، لتغير وجهها الديمغرافي والجغرافي، في حرب هي الأقسى في تاريخ البشرية ، وذلك من خلال سياسة الأرض المحروقة ، وسياسة الإبادة الشاملة للشعب السوري ، وتوطين رعاع الأرض بدلاً من السوريين، واستعباد من تبقى منهم على قيد الحياة بتسميات شتى منها الدين.‏

وعندما أخفقت الجماعات الإرهابية التي يبلغ عددها قرابة ألف جماعة في تحقيق النتيجة النهائية لحلف الناتو الصهيوني، وهنا لا ننكر حجم المآسي الذي تسببت به، وبعد أن راح مشغلوها في هذا الحلف يتخبطون بعد التصدي العظيم لها من أبناء سورية، غدت مثل عش الدبابير الذي فقد دليله ، فراحت تتقاتل ذاتياً ويفتك بعضها ببعض ، في نزاع ضارٍ على الغنائم وعلى تجارة المخدرات، وذلك في الهزيع الأخير من وجودها على أرض سورية، وقبل أن تشمّع الخيط وتفرّ عبر الممار التي قدمت عبرها، وخاصة تركيا والأردن، ليعود قسم منها إلى أوروبا وإلى دول الخليج، وقسم غدا فاقداً للجنسية، يجب أن يعيش عابراً للبلدان ليلقى حتفه في أي بؤرة صراع جديدة يمكن أن يزج فيها، وما الترتيبات الأمنية التي يجرى الحديث عنها لمدينة حلب، والتي سوف تعمم على المدن السورية الأخرى، سوى ترك منافذ للإرهابيين للفرار من خلالها والعودة إلى بلادهم بعد تحرير كل المخطوفين السوريين من بين أيديهم، حيث سيتكفل الجيش العربي السوري بمن يريد أن يبقى حاملاً السلاح.‏

والذي يحيّر كل أعداء سورية هو سر هذا التصدي العظيم الذي أبداه الشعب السوري أمام أكثر من 80 دولة حاربت سورية، وبدأت مراكز الأبحاث بإعداد دراساتها لتقرير عوامل الانتصار السوري الداخلية من صمود وتصدٍ سياسي واقتصادي وصبر وأناة، والخارجية ولا سيما التشبيك السوري مع حلفاء أقوياء مخلصين ، إضافة إلى مجمل الظروف الدولية والعواصف التي ضربت العالم والتي استطاعت فيها سورية أن تبحر فيها بسفينتها نحو النجاة.‏

ولا يخفى على من سيقوم بهذه الدراسات حتى يعطي لنفسه كل المصداقية التاريخية، أن يسرد في تقاريره الحقائق كما جرت، وأول الغيث اعتراف أحد اكبر مراكز الأبحاث الأميركية بأن الجيش العربي السوري ليس هو من استخدم المواد السامة في غوطة دمشق في الحادي والعشرين من آب العام الماضي. وبالأدلة قدم الحقائق ناصعة، وأشار أن الجماعات المسلحة هي التي استخدمتها. وهذا يرتب على الدول التي تدعمها مسؤولية هذه الجريمة الشنيعة بحق الإنسانية، وستتيح تداعيات دراماتيكية مثل سقوط قطع الدومينو في كشف كل جرائم الإرهابيين ومشغليهم بدءاً من تركيا التي أدخلت المواد السامة إلى سورية وانتهاء بكل دول العدوان، وخاصة بعد انفراط عقد المؤامرة بشكل كامل.‏

وسيتنفس الجزء من العالم المناهض للناتو الصهيوني الصعداء وسيرفع التحية لسورية ما إن يكتمل النصر السوري لأن حكومة شرعية استهدفتها آلة الناتو بكل قواها الاستخبارية والعسكرية التي كرست على مدى ثلاث سنوات لتحطيمها وأخفقت، وانتصرت سورية، ويعرف العالم آنئذ أن زمن تقويض الدول القائم على ذرائع أحداث أيلول 2001 قد ولى، وسوف يقدم العالم المناهض للهيمنة التحية الجماعية لسورية، وهي تحية ستترك غصة في قلوب كل المتصهينين حول العالم، ليُعلن عام 2014 سنة دولية لنصر سورية وللشعوب المناضلة من أجل الحرية والتحرر من ربقة أميركا وزمرها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية