تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نيــــران الشــــر يلتهــــم بعضهــــــا بعضــــاً

مجتمع
الاثنين 20-1-2014
فاطمة حسين

(يا رب ترد كيدهم في نحورهم )....دعاء ردده السوريون الشرفاء مرارا وتكرارا ... منذ بداية الأزمة .....التي تتجلى الآن بأوضح صورها في تلك المناطق التي يسيطرون عليها في أنحاء مختلفة من سورية .....فهم يبدون ....

كالكلاب المسعورة والضباع الهائجة تتصارع فيما بينها كل واحد للاستئثار بالغنيمة التي يمتلكها... هذا هو حال تلك العصابات الآن ....تقاتل بعضها البعض ...لا يوفرون صنفا من صنوف الأسلحة في تلك الصراعات..... حتى إنهم يقومون بإرسال السيارات المفخخة ليتخلص من الآخر فيرسلها تتفجر ضمن حواجزهم في المناطق التي يسيطرون عليها ...ويقومون بتفجير أنفسهم ضمن الجماعات الأخرى ولم يكتفوا بذلك فقد امتدت إلى اغتصاب النساء بين تلك الجماعات ......‏

إنها نار الإرهاب تأكل بعضها ...فان لم تجد ما تأكله فإنها تقوم بالتهام نفسها...نارهم التي أحرقت السوريين على مدى الثلاث سنوات ...والتي التهمت كل ما في طريقها من بشر وحجر... وبكل الوسائل والطرق الوحشية والهمجية التي يمكن أن يتصورها عاقل ...هذه النار التي بدأت تأكل بعضها بعضا وقد بدأت ألسنتها تعلو في سماء سورية الغالية لتصبح تلك الجماعات المسلحة بكل ما فيها ...رمادا ..لتصبح أثرا بعد عين وهي التي حاولت نشر الشرور وكل أشكال الموبقات والقاذورات والأوساخ التي جمعتها من كل أنحاء الأرض ...‏

ثبات السوريين..‏

ثلاث سنوات وسورية صامدة ..واقفة على قدميها ...ثابتة.... جذورها في الأرض ورأسها مرفوع في السماء لا تنحني إلا لله عز وجل ..ثلاث سنوات ..ارتوى ترابها من دماء الشهداء ...وما أكثر الشهداء السوريين وقد تعددت الأساليب والطرق ولكن الموت واحد فمن السيارات المفخخة التي حصدت أرواح العشرات من السوريين في أنحاء مختلفة من سورية ولكن دمشق كانت لها الحصة الأكبر ولاسيما في السنة الأولى إلى الطرق الجبانة التي استعملتها تلك العصابات المجرمة ... من القنص الذي اخذ أرواح الناس الراكبة والراجلة .. ولم تتوان تلك العصابات الإرهابية من استعمال أسلحة محرمة دوليا حيث حصدت المئات من الأطفال في إحدى مناطق ريف دمشق وقد نشرتها على أن هذه الفعلة الشنيعة هي من عمل الجيش ...عدا عن المتفجرات والعبوات الناسفة التي زرعتها في الأماكن المكتظة بالسكان و المفخخات البشرية التي كانت تزرعها في كل مكان فلم تترك شارعا أو بناء أو سيارة إلا حرقتها ودمرتها .... حتى دور العبادة التي بنيت للصلاة والابتهال إلى الله تعالى لم تنج من هؤلاء ...شهداء كثيرون فكل بيت سوري ذاق لوعة فراق احد أحبته... من أهله أو أصدقائه ...عدا التهجير بين المدن ....وبين المناطق في نفس المدينة حيث غادرت العشرات من الأسر بيوتها نتيجة الأعمال الإجرامية التي يرتكبونها فور دخولهم لهذه المنطقة أو تلك ... مآسي وآلام السوريين كثيرة ...وموجعة وهي جرح نازف باق في القلب والعقل من الصعب أن يندمل ...أو يشفى ....‏

لنزرع ....الأمل ...‏

وفي وسط تلك الآلام والأوجاع ...ومن بين الدموع التي غطت مآقي السوريين كانت الابتسامة تطل لتمحو أثرا لحزن ..ولتزرع بسمة على وجه طفل ...ولتربت على كتف ام عجوز ... فنحن السوريون نستطيع أن نتخطى تلك الأزمات مهما صعبت بفضل روح المحبة التي تخلق من قلب المصاب بلسما للجروح ...فقد هبت سواعد الشباب الفتية لتتكاتف وتساعد المهجرين في الوقوف في وجه العوز والفقر بمساعدتها من خلال توزيع السلال الغذائية والصحية وكل ما يلزم الأسرة من المواد الضرورية التي تقيها العوز والحاجة ...‏

ومع الجيش أيضا ...‏

ولم ينسوا الجيش العربي السوري حامي الأرض والعرض فقامت مجموعات شبابية بحملات على الحواجز توزع لهم الهدايا العينية والمادية لتشد من أزرهم ولتزرع في نفوسهم روح الصمود ولتشعرهم بأنهم ليسوا لوحدهم في حربهم مع تلك الحثالة والمجرمة من زيارة المصابين في المستشفيات و الواقفين على الحواجز ...هذا هو الشعب السوري الواعي والمؤمن بقضيته هذا هو الشباب السوري الذي لم يقف مكتوف الأيدي منذ اللحظات الأولى من الأزمة ..وانخرط في كل الميادين وبين المواطنين بمختلف فئاتهم وشرائحهم ..وأطيافهم ...زارعا الأمل والحياة .. وراسما البسمة والفرح ...وهذا إن دل على شيء دل على أن السوريين شعب محب للحياة ولا احد في الدنيا يستطيع أن يأخذ منه الفرح والسعادة مهما كانت قوته .....وسيظل هو صاحب القرار الوحيد في السيادة على أرضه‏

الصمود....الأسطوري‏

فهذا جزء ضئيل مما فعله السوريون في تلك الأزمة ....و هذا ما جعل السوريون مثالا للصمود لكل شعوب العالم ... واقفا متحديا كل أنواع القهر والذل والتوحش ...إلى جانب جيشه العظيم الباسل الصامد كالطود في وجه أشرس وأقذر مؤامرة مرت على سورية ...وقد اثبت انه رمز للقوة والصلابة مجسدا شعاره الدائم... والأزلي ....وطن ..شرف ...إخلاص..واقعا معاشا على ارض الوطن ... ليقول للعالم اجمع انه أصبح الآن أكثر تماسكا وصلابة في ظل هذه الأزمة وانه لن تثنيه كل أسلحة العالم وأموالهم عن أن يميل قيد أنملة عن هدفه الذي لن يحيد عنه أبدا مهما بذل من الدماء والتضحيات ألا وهو سحق آخر إرهابي على ارض وطنه الحبيب سورية ... بوركت سورية قيادة ...وجيشا.. وشعبا....‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية