وكيف باتت تركيا دولة بلا قانون يحكمها تصفية الحسابات اضافة إلى نشوب حرب خفية داخل الدولة التركية.
وذكرت اللوموند في مقال تحت عنوان انها المباراة الزائدة بالنسبة للسيد أردوغان في تركيا: ان الوضع في تركيا سييء اذ عاد هذا البلد للعيش مع شياطينه القديمة.. الصراعات الخفية على السلطة ومعارك الاجهزة على خلفية الفضائح السياسية المالية.
وتربط اللوموند ما يجري في تركيا الان بالاغتيالات السياسية خارج الاراضي التركية مشيرة بذلك إلى الحرب الخفية داخل تركيا نفسها الجارية الان والمعلومات الاخيرة حول اغتيال ثلاثة ناشطين أكراد في باريس قبل عام.
وتلفت الصحيفة إلى ان المعلومات الاخيرة تفيد بأن الاجهزة السرية التركية ربما تورطت في اغتيال هؤلاء الناشطين.
وتضيف اللوموند كل شيء ممكن مادام المناخ السائد في أنقرة يتلاءم مع تصفية الحسابات عبر التسريبات المتداخلة اذ قام رئيس الوزراء أردوغان بتغيير مكان عمل مئات رجال الشرطة وعشرات القضاة للرد على تحقيق قضائي يتعلق بقضية فساد وتبييض أموال تمس بعض المقربين منه والهدف هو خنق التحقيق ولكن الخطر هو رؤية موظفي الدولة الغاضبين يوزعون بعض الوثائق الصحيحة أو المزيفة هنا وهناك بهدف زعزعة استقرار رئيس الحكومة.
وتقول الصحيفة الفرنسية ان الضحية الاولي لهذا الوضع في تركيا هو دولة القانون اذ ان اردوغان يواصل منذ عام 2011 انحرافه التسلطي يوما بعد يوم بشكل يبعث على قلق متزايد وعند ظهور أي صعوبة يتحدث عن مؤامرة من أعدائه في الداخل حتى داخل حزب العدالة والتنمية وأعدائه في الخارج عندما لا يكونون من الاوساط المقربة من اسرائيل.
وتشير الصحيفة إلى ان مفهوم اردوغان للديمقراطية هو أنه يمتلك الدولة بمجرد نجاحه في الانتخابات ولذلك يسمح لنفسه بتطهير الادارات من أجل تحقيق مصالحه حصرا وعلى الصعيد الداخلي لم يعد يتحمل أي معارضة وهذا ما أظهرته المظاهرات خلال ربيع عام 2013 وعلى الصعيد الخارجي اوصلت السياسة التي يتبعها اردوغان في النهاية إلى أسوأ وضع مع عدد كبير من جيرانها.
وتعتبر اللوموند ان نشوة حب الذات التي تصيب أولئك الذين يبقون فترة طويلة جدا في السلطة أصابت أردوغان وتزعزع الاقتصاد التركي وانهارت العملة ويشعر المستثمرون بالحذر ووصل القلق إلى الحليف الامريكي وبذلك يكون اردوغان على وشك تحطيم الدولة التركية.
وتنصح صحيفة اللوموند اردوغان بترك منصبه وتقول من المفترض أن يعرف اردوغان أن الحياة المهنية الافضل هي التي لا تستمر إلى الابد.