وللوقوف على أهمية أعمال البحث والتنقيب التي قامت بها دائرة آثار بصرى قالت المهندسة وفاء العودة رئيسة الدائرة: تعد مشاريع التنقيب التي نقوم بها من المشاريع الهامة في المدينة لعدة أسباب أهمها الواقع الأثري والبحث عن مواقع جديدة مازالت مطمورة تحت الأثربة منذ مئات السنين، بهدف إظهارها وترميمها ومعرفة مراحل تطورها التاريخي، ومؤخراً قامت الدائرة بأعمال التنقيب في موقع الحمامات الجنوبية التي تم إشادتها في أواسط القرن اللثاني للميلاد ، حيث تمثل مواقع محفوظة بشكل جيد، وتظهر التطور الذي كشف عنه التحليل المعماري وأعمال التنقيب توسعاً تدريجياً للبناء بين مخططين أصلي غير متناسق وآخر تناظري نتج عنه وجود صالتين ساخنتين للخروج ومن ثم صالة باردة جديدة وميدانين للرياضة، الأمر الذي أدى إلى تعديل حركة خروج ودخول رواد الحمامات بعدما كانت في اتجاه واحد فقط وبهذا التعديل تمت توسعة الحمامات الرومانية في بداية القرن الرابع الميلادي على حساب الفراغات التي كانت في الأساس. منشآت عامة وأغلقت الفتحات الكبيرة في الصالات الحارة لواسطة مصاريع من الخشب، أما الفتحات الداخلية فقد أغلقت بالزجاج بشكل متداخل مع الجص، وهناك أيضاً كتلة معمارية عبارة عن حوانيت لتصنيع وبيع الخمور، وأخرى لحفظ الدقيق وتخزينه، وأضافت العودة تم التنقيب في الجزء المحاذي للجدار الشرقي لساحة الأعمدة وعثر فيه على قناة حجرية منفذة بالحجر البازلتي بطول 8.60 م وبعرض 75 سم على شكل بلاطات متراصة بشكل منتظم ، بالإضافة إلى الكشف عن جدار من الحجر البازلتي المشذب الذي يتكون من أربعة مداميك ويعود للفترة الرومانية ، وثمانية أعمدة بازلتية كانت تشكل الجزء الجنوبي لهذه الساحة التي كانت مخصصة للألعاب البدنية، كما تم الكشف عن أساس من الحجارة المنتظمة كانت مخصصة لتثبيت قواعد الأعمدة الشرقية. وأيضاً تم العثور على مداميك حجرية كانت تستخدم كأساسات للمباني التقليدية والشيء اللافت هنا وجود بقايا الكلس وقطع الآجر الأمر الذي يؤكد أنها بنيت في مراحل زمنية لاحقة للفترة الرومانية، وقد تهدمت بسبب الزلازل الذي ضرب المدينة آنذاك، وتم الكشف أيضاً عن قاعدتي قوس تتكون كل منهما من حجارة متراكبة فوق بعضها البعض بعرض 75 سم وارتفاع 80 سم معدتان لحمل القوس المبني من الحجر لابازلتي الذي تتراكب فوقه المازين والريش المشكلة لسقف المبنى التقليدي وأوضحت العودة بأن التنقيب في الجزء الواقع إلى القرب من الساحة المعمدة كشف عن أساس من الحجر البازلتي والعثور على جدار داخلي بشكل صندوق مفتوح محاذي للجدار الخارجي مكلس من الجهة الخارجية بطول 5 م وعرض 80 سم من الشمال إلى الجنوب، وجدران متعامدة معه من الشرق إلى الغرب بطول 6 م وعرض 60 سم ويبعد عن الجدار الأصلي للقاعدة المعمدة 70 سم وتم الكشف عن الجدار الشرقي للساحة وعن قاعدة عمود في الزاوية الجنوبية الغربية تتطابق تماماً مع الساحة وهذا شيء مألوف في بصرى القديمة من حيث إعادة استخدام الأجزاء المعمارية من أعمدة وقواعد من قبل الحضارات المتتالية خلال فترة البناء التقليدي والأهم من ذلك ومن خلال التنقيب في هذا الموقع تم العثور على سراج فخاري بني اللون وفيه فتحة عبارة عن دوائر مؤطرة بعدة دوائر أخرى مزخرفة ويلاحظ وجود خطوط متعرجة على جانبي السراج ويعود تاريخه إلى الفترة البيزنطية في القرن الرابع أو الخامس للميلاد والعثور أيضاً على سراج آخر يحمل نفس المواصفات تقريباً وعمود مكتوب عليه اسم قائد روماني للفرقة البرقاوية الثالثة.‏‏