تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جيوش الظلام...

كل أربعاء
الأربعاء 23-5-2012
سهيل ابراهيم

حتى لا ندفن رؤوسنا في الرمال فخلايا تنظيم القاعدة بات بعضها ينام على وسائدنا، ليس في سورية وحدها فحسب بل في معظم حواضر العرب يشيع فكرها ويتكاثر أتباعها وتنفجر أحزمتها الناسفة وعرباتها المفخخة بعبوات نوعية ازدادت أوزانها

حتى صارت تحسب بالأطنان وتطورت موادها المتفجرة حتى صارت تكفي لحصد أكبر عدد ممكن من الأرواح وأوسع خارطة ممكنة من الدمار والخراب... ولى الزمن الذي كانت فيه القاعدة مشروعاً إسلاموياً لتحرير أفغانستان من سطوة الجيش الأحمر الشيوعي، كما ولى الزمن الذي شقت فيه القاعدة عصا الطاعة على ضباط استخبارات البنتاغون الأميركي حينما ضربت من تحت أنوفهم مركز التجارة العالمي في نيويورك فيما عرف بغزوة مانهاتن في ذلك الأيلول الشهير من مطلع هذا القرن وجاء الزمن الذي صارت فيه القاعدة مشروعاً لافتتاح عصر الانهيار العربي الأخير!.‏

القاعدة اليوم في اليمن صارت ثقلاً وازناً تمارس الكر والفر مع الجيش اليمني ثم تخترق قلب صنعاء وتدميه في الصميم وهي في ليبيا خزان بشري يصدر منتجه المقاتل إلى ساحات الجهاد والنصرة على الخارطة العربية وهي في تونس خلايا نائمة تطل برأسها في الحرم الجامعي حيناً وفي الريف التونسي المهمش حيناً آخر وتربط خيوطها مع بركات الفوضى الليبية لتنسيق برامج الهجرة والتكفير برعاية وتخطيط عبد الحكيم بلحاج القادم من زنزانات غوانتنامو إلى الصفوف العسكرية الأولى في أنساق السلطة الليبية الجديدة والقاعدة في مصر الجديدة أيضاً ترفع أعلامها في القاهرة أمام مقر وزارة الدفاع في العباسية في وضح النهار بعد أن لبست عباءة الثوريين الجدد الذين ركبوا هودج الديمقراطية لاحتلال مجلس الشعب المصري تمهيداً لاحتلال كل مؤسسات أم الدنيا، مرة عبر صناديق الاقتراع ومرة بسلاح خلايا القاعدة التي تتحضر لمعركتها الفاصلة مع رجال جيش العبور الممسك اليوم بدفة القيادة في قاهرة المعز والقاعدة في العراق ولبنان والجزائر والمغرب وموريتانيا أشباح صار الجميع يراها بالعين المجردة ويلمسها لمس اليد وهي تتهيأ للالتحاق بتلك الطلائع الظلامية التي تتجه اليوم لافتتاح عصر الانهيار العربي الأخير!.‏

فقط في الخيلج العربي ودول مجلس التعاون الخليجي لا نلحظ أثراً لنشاط القاعدة، فالسعودية خلعت هذا الثوب وألقته خارج حدودها بعد أن خاطته عروة عروة منذ مواسم الهجرة إلى أفغانستان، فهي الآن آمنة مع أخواتها من محميات النفط وهي الآن تستطيع أن تطلق نبتها الشيطاني في حقول العرب عاصمة وراء عاصمة حتى يكتمل الانهيار، وهي الآن تستطيع أيضاً أن تفتح خزائنها لتمويل هذا الجيش الظلامي الذي تنمو خلاياه السامة في جسد العرب بعد أن تملكها الوهم واطمأنت إلى بوصلته التي رسم وجهتها رجال الاستخبارات الأميركية وبعد أن اكتملت شروط الصفقة الفضيحة بين واشنطن وتشكيلات الإسلام السياسي الطالعة اليوم على سلالم الحكم والحاكمية في الوطن العربي!.‏

سورية الآن في المرمى ولها الأولوية في برنامج أصحاب هذه الجاهلية التي انبعثت من رفات التاريخ، فمناخها المتوتر يغري بالضرب تحت الحزام وأولياء أمر القاعدة على ضفاف الخليج وفي الغرف السرية للاستخبارات الأميركية وضعوا نصب أعينهم، ربما منذ وقت طويل- تدمير هذه الحالة السورية العاصية على الإملاءات الامبراطورية والمتعارضة مع بعض الخيارات الملكية والأميرية التي تتخفى تحت عباءات ليس للعروبة منها إلا زيها، ذلك العصيان وهذا التعارض وضعا الخارطة السورية كلها في المرمى بشراً وأرضاً ودولة والحرب يتطاير شررها أمام أعيننا وصراع الإرادات في أوجه، لكن الثابت أن من يمسك بالأرض هو الأقدر على حسم الصراع والسوريون يمسكون بأرضهم حتى آخر حبة تراب!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية