وقال الركوعي في حديث لوكالة سانا.. رغم كل الصعوبات التي كنا نعانيها داخل السجن تمكنا من تحويل تلك المعتقلات إلى مواقع ثورية رسمنا أنا وبعض الفنانين فيها عشرات اللوحات متمكنين من تهريبها وإخراجها ليصل صوتنا إلى العالم الخارجي فمعظم لوحاتي التي رسمتها داخل الزنزانة أخذت ألوان الشمس التي كنت أراها من ثقب النافذة كل يوم معبرا من خلالها عن أحلام سجين بالحياة بعد أن حكم بالمؤبد عدة مرات حالما بتحرير أرضه ليعيش عليها كريماً.
وأضاف الفنان.. لا استطيع الآن أمام لوحاتي في المعرض أن أتصور كيف أنجزتها بعد خروجي فكل لوحة تحمل أكثر من فكرة وهي مليئة بالعناصر تعويضا لما افتقدته في الأسر فرغم ظلم الزنزانة رسمت الألوان الزاهية لأقاوم الظلام فثمة فكرة لا زالت في ذاكرتي عندما صادرت مديرية السجون أربعة عشر عملاً لي بنفس العدد الذي أعرضه الآن لينبهوا السجون الأخرى من مغبة ما نفعله حيث قاموا بتحذيرنا لكننا تابعنا بإصرار.
من جانبه قال الفنان عبد الرحمن مهنا.. إن الفنان الركوعي يطرح في لوحاته منظومة فنية فيها كافة مناحي الجهاد الاجتماعية والنفسية والتاريخية وصولا إلى حالة وطنية عليا حيث نمت موهبته في سجون الاحتلال مرتكزة على الفطرية والعفوية فمثلت لوحاته أحلام السجناء والأسرى والوقوف بوجه المحتل والسجان.
وأشار مهنا إلى أن الركوعي أضاف إلى موهبته ثقافة فنية واجتماعية جعلته يحدد هويته ويبرز من خلال معاناته معاناة شعبه ووطنه فنحن أمام لوحات تمتلك خصوصية تؤكد حضور الفنان في فلسطين وسورية والوطن العربي بكل جدارة.
بدورها قالت الفنانة هالة المسط عندما يتمكن الفنان وهو في قلب القهر والمعاناة من تمثيل شعبه وطموحه وأمله فهو جدير بالتقدير ومادامت هذه اللوحات تمتلك كل المعاني التي يريدها الشعب الفلسطيني المقهور والمضطهد بتقنية فنية عالية فهو فن بكل ما تعنيه الكلمة.
أما الشاعرة سوسن رضوان فرأت أن الفنان الركوعي تمكن في لوحاته من تجاوز الحالة التقليدية حيث ربط بين عواطفه ومكونات الفكرة ليرسم على سطح اللوحة حركة اجتماعية فيها آلام وآمال شعب بكامله.