لوحات تأسر البصر فيما جاءت بعض المنجزات ثماراً ناضجة في المستقبل القريب...مهما يكن من أمر كان حفلا هاما للأسلوب الواقعي, ملفتاً للنظر...نرى التأثير الواضح والتقيد في القوانين الأكاديمية، فلابد أن نشاهد لمسات التوجيه الأكاديمي. لكن هناك منجزات واقعية حملت ضمنها مواضيع أخرى رمزية وهذا يدل على شخصية الفنان المبدع...بعينه اليمنى ليتابع التوجيه وبأخرى ينظر إلى أوامر الروح الداخلية.....
هذا المعرض ليس لمدرسة واحدة بل أتى بأساليب متفرقة كانت جميعها تلتقي في روما, إن لم يسر الجميع في طريق واحد. لكن هو نجاح للفن التشكيلي إذ لم تبق مدرسة دون أن يكون لها ناطق باسمها... رأينا مشاهد من التصوير الزيتي, وأخرى من المائية، وأخرى من المواد المشتركة، وهكذا في النحت، كما هناك تجارب عديدة من المعدن والخشب, وحتى في الفن الأسود... تأثراً بالفنان رودين...يشاهد الزائر تجارب جيدة من الانطباعية و من التعبيرية ومن التكعيبية. بالإضافة إلى هذا, هناك لمسات داخلية ضمن المنجزات والتي فيها إدخال لأساليب أخرى. لكن الذي أضاء المعرض بصورة عامة, هو الطابع الأرضي في منجزات المشاركين بصورة عامة، إذ جسدوا المناظر الطبيعية والانطباعية، وجسدوا الطبيعة العمرانية وخاصة الأثرية والقديمة.....
كما نشاهد أن البعض متأثر في الفن العالمي, وحين يتجاوز حدوده الفنان يضعفُ ولو كانت منجزاته ممتازة. نغض الإشارة لأنها لوحات قليلة لا غير. ونحب أن نذكر أن هناك بعض المنجزات لم تُعط من الزمن الكافي وأخذت على عجل, حين يبدأ اللون عمليته التفاعلية وتبدأ المرحلة الجلوسية مما أفقد اللوحة زهوتها البصرية...
في هذا المعرض وجدنا الاعتناء في الإضاءة وهذا واضح، والظل والإضاءة هما رأس الحكمة لكل فنان.
لوحات جميلة وغنية في الاستعمال الكاشف والغامق، لها تعابيرها اللونية، بعضها نسي أن الإضاءة تأتي من جهة واحدة.أما في تصميم وتكوين اللوحة أتى في ألوان جميلة وأعطى الأبعاد البصرية مقاييسها... وجاذبية جميلة،بألوان كثيفة وكاشفة عن الأفراد أتت من أجل أن يكون للزمن وقفة ما للتأمل.... فجاء بعضها في البعد الثالث بغيوم كثيفة تعبر عن أزمة الوطن وتركت مخرجاً يضيء في نهاية هذا النفق... إشارة أن لا أزمة دائمة وللجميع طريق واحد..... لوحات هامة فيها تلتقي القوة الفكرية والقوة التعبيرية ضمن إطار واقعي ولكن... إبداعي...
albakourmona@hotmail.com