و تنوعت فكان هناك طوابع قديمة جدا، تخلد معارك النصر، و تخلد أبطالا عظاماً،وكان هناك قطع نقدية قديمة،و أزياء و خرائط و فخاريات و أدوات زراعية منقرضة تؤرخ لفترات زمنية سابقة، كما ضم المعرض مقتنيات،تعود لتراث محلي ومعالم متميزة في بعض المحافظات السورية، إضافة إلى وجود أرشفة غنية لمجلات قديمة وكتب لصاحبها(صالح صلوحة) المعروف باسم شيخ الوراقين في سورية،ما شكل تكاملاً بين مجالات المعرض في اتجاهات عديدة، و قد اجتمع فيه مؤرخون و موثقون،عرفوا باهتمامهم بالتوثيق، على مدى عقود من الزمن، وهم (علي خلف). (صالح صلوحة). (محمد حسان المؤيد العظم). (بشار منافيخي). و(أكرم رزق) حيث سألناه عن المعرض و أهمية التوثيق والوثائق و مناسبات جمعها، فقال الأستاذ (أكرم رزق): أحد أهم مكونات الهوية هي الثقافة،كما أن أحد أهم مكونات الثقافة هو التوثيق و حفظ التراث، والذي يؤكد الخصوصية، و هو لايتعارض أبدا مع الحداثة، بل هناك ضرورة للتوازن ما بين الحداثة و التراث، وهذا ما يحفظ الشخصية الوطنية، ومن جهة أخرى فإن التوثيق يحقق التواصل ما بين الأجيال،فهو يمثل علاقة المجتمع بحضارته الأساسية،فالتوثيق ينبه الإنسان العربي، إلى خصوصية حضارته،و إن كان هناك حوار حضارات حقيقي، فإن الحضارة العربية سباقة لذلك،لأنها معروفة بتسامحها و قدرتها على الاستيعاب و الاحتواء في حوارها مع الحضارات الأخرى، مستندة في ذلك في الدرجة الأولى، إلى لغتنا العربية الفصيحة، وكل السبل و الأدوات الثقافية والفكرية وبالتالي الوثيقة الذاكرة التي تحفظ كل ذلك، ما يؤهلنا للتواجد بكل ثقة في المحافل الدولية و الإقليمية،لذلك سعينا على دأبنا، كفريق عمل إن صح القول،و قد جمعنا التوثيق،وكان هناك إصرار دائم على العمل،و الجمع لوثائق تختص بحضارتنا في اتجاهات عديدة،و كنا في العقود الماضية نحضر دوما ضمن فعاليات مركز التوثيق القومي في القيادة القومية، و نظرا لتوقف هذه الفعاليات لأسباب كثيرة منها اقتصادية، فقد تابعنا معارضنا برغم الصعوبات، و استمرت بإصرارنا عليها بدافع ذاتي و وطني، حتى تتطلع الأجيال الحالية عليها،
و أقمنا معارض ضمن نشاطات ثقافية هنا وهناك، فكان لنا مشاركاتنا في معرض التوثيق الوطني من الأول إلى الرابع،كما أقمنا معارض في المراكز الثقافية، ثم بقينا لفترة دون معارض نعتني بتجميع الوثائق الهامة، إلى أن دعانا مجمع دمر الثقافي تحت رعاية وزارة الثقافة،
تابع الأستاذ (رزق) حديثه حول أهمية المعرض فقال: معرضنا يضم وثائق في اتجاهات ثقافية و وطنية و حياتية و قطاعات واسعة،،مثلا هناك مجموعة وثائق تصور تراث مدينة الضمير، كما تتواجد وثائق تصور تفاصيل معارك الجلاء، ومقارعة الاستعمار الفرنسي، و كثير من اللوحات التي تجسد المعارك التاريخية الكبرى، و هناك طوابع لأبطال الجلاء السوريين و خرائط قديمة و صور، و هذا التنوع أضفى على المعرض طابع المتعة والخصوصية و التفرد، وقد سعينا دوما أن نعرف الجمهور السوري،على هذه الوثائق المتنوعة، ولا بد من القول بأن هذه الفعالية بتفاصيلها و محتوياتها، تساعدنا على استخلاص العبر، بالنسبة للباحثين و للمهتمين وللجمهور، وقد وجدنا إقبالا جماهيريا متميزا، و لا بد من الذكر هنا بأن غالبية الوثائق جمعت بدافع الهواية،، وعلى الرغم من أن البداية كانت بدافع شخصي،إلا أننا نسعى لاطلاع جميع الناس عليها،لان للتوثيق دوراً هاماً جدا، والتعريف به ضرورة، ثم إن التفاعل الثقافي، يجعل من هذه الظاهرة ظاهرة وطنية واجتماعية و ثقافية.
أما عن خصوصية المعرض وسماته الأهم أشار الأستاذ (أكرم رزق) إلى أن المعرض، يجمع بين وثائق مختلفة، فالخمسة موثقين تختلف وثائقهم عن بعضها البعض،و تتكامل فيما بينها، فكل منها في مجال و في اختصاص مختلف،رغم أن الروح واحدة و الهدف واحد، و قد أبدع كل منهم، في جمع الوثائق الخاصة في مجاله،وتابع الموثق كلامه فقال: مثلا عرضت أنا مجموعة طوابع عالمية لشخصيات تاريخية نادرة وخرائط قديمة، كما عرضت صحفاً قديمة منذ زمن بعيد، حتى إنني احتفظ من بعض تلك الصحف عناوين كبيرة لجريدة الثورة تؤرخ لمناسبات خاصة،توثق للأحداث، مثل (الدستور الجديد لسورية) أيام زمان وغيرها،أما الأستاذ(صلاح صلوحة) شيخ المورقين يهتم بالكتب و المجلات القديمة، وأتحف المعرض بالكثير منها، أما الأستاذ (علي خلف) فاهتم بتراث الضمير، و قدم أدوات قديمة متنوعة،تم استخدامها في استعمالات حياتية في الزمن الماضي،و هي تعبر عن حقبة خاصة، و هناك فخاريات قديمة و جرار وغيرها....
أما (بشار منافيخي) باحث و مؤلف لعدة كتب في مجال التاريخ،و لديه أرشيف غني من المراجع و الفهارس، يمكن الرجوع إليها في كل وقت، والأستاذ (محمد حسان مؤيد العظم) اهتم بتاريخ مدينة حماة و تراثها و أهم معالمها الحضارية و التاريخية، فأهمية هذه الفعاليات، أنها تقدم الوثائق، التي تؤرخ لوطننا،ثم اطلاع الناس عليها،وهي تقوم بوظائف هامة في المجتمع، و نتمنى دعمها من الجهات المختصة و الرسمية، ورعايتها للحفاظ عليها لتنهض بدورها الثقافي والوطني، ثم العناية بكل المعطيات التي، تمكنها من المشاركة في المحافل الدولية،للتعبير عن حضارة سورية و تاريخها وعراقتها.