تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


يوم الكتاب

كتب
الأربعاء 23-5-2012
أنور محمد

يوم 23 /4/ 2012 مرَّ كأنَّه لم يمر, رغم ماتحدَّث فيه وعلى صفحات جريدة(الثورة) مسؤولون عن صناعة الكتاب من رئيس اتحاد الكتاب العرب إلى مدير الهيئة العامة للكتاب, إلى أصحاب دور نشر وكتب,

بالإضافة إلى آراء مفكِّرين وأدباء عالميين استعان الزميل المحرِّر بهم ليدعم تحقيقه مثل: غابرييل غارثيا ماركيز, توماس كارليل , وفولتير, باولو كويلهو, جان بول سارتر. وكلها آراء كانت تعلي من شأن فعل القراءة .‏

كل ماقيل على لسان هؤلاء المسؤولين الأفاضل من آراء على رأسي وعيني, غير أنَّ ماأثارني منه هو كلام رئيس اتحاد الكتَّاب العرب بأنَّ كتاب زكريا تامر»مسامير في خشب التابوت» قد نفذَ حين قام الاتحاد بطبعه. وهنا نسأل: كم كاتباً في سوريا تنفذ كتبه كما تنفذ كتب زكريا تامر؟ وكم هي ذائقة القراءة عند من يقرؤونه ناقدة وساخرة وتهكمية وصائبة؟ . ثمَّ لماذا لا تنفذ كتب غيره وما أكثرهم من كتَّاب القصة والقصيدة والرواية خاصة الرواية التي صارت شغلة من لا شغلة له, حيث ترى أنَّ الكثير من «عرضحالجية» الصحف تحوَّلوا بتفتيحة عين إلى روائيين ما شاء الله ما حدا قَدْهُم . ثمَّ ماهذا الاستفتاء غير المباشر والذي لم يكلِّف جهداً أو مالاً- ببلاش- والذي أجرته إحدى مطبوعات الاتحاد ليكشف لنا كم عندنا قرَّاء على غاية من الروعة والذكاء الإنساني يقرؤون ويميِّزون بين ماهو غثٌّ وثمين؛ وبين كاتب يجيب الجلطة مثلما جابها لعيالي أحد الأطباء, وكاتب يثير اهتمامنا بالحياة .‏

ولو عدنا نقرأ ونستذكر ماقرأنا فسنجد أنَّ هناك كتابات / اختراعات يوم اخترعها من اخترعها وَمِنْ ثمَّ كتبها؛ كان تاريخاً أهم من تاريخ كثير من المعارك والحروب بما فيها الحربين العالميتين, وأنَّ هناك كتاَّباً يوم كتبوا ما كتبوا غيَّروا وجهة العلم والأدب والفنون والطب والفلك والكيمياء والفيزياء والفلسفة والتاريخ والجغرافيا. وصارت أسماؤهم كما أسماء الأبطال نتبارك بها, وأنَّنا حين نقرأهم فلكي نفرح بالحياة وبقوَّتها في عقلنا فلا نختلف معهم, فمثلاً حين نقرأ شكسبير أو ديستويفسكي سواءً كنَّا طوالاً أم قصاراً, يمينيين أو يساريين, شباباً أو كهولاً, سوداً أو بيضاً, وجوديين أو ديمقراطيين, اشتراكيين أو رأسماليين, أغنياء أو فقراء.. فلن نختلف أنَّنا نقرأ كتَّاباً ممتلئين بالحياة, وأنَّنا لن نزيد أو ننقص من عمر حياتهم؛ عمر خلودهم.‏

لذا سنبقى نقرأ زكريا تامر ومحمد الماغوط وممدوح عدوان وسعيد حورانية وفارس زرزور وسعد الله ونوس وعبد الله عبد وطه حسين وعبد الرحمن الكواكبي وابن رشد والفارابي وابن عربي وهاني الراهب ونجيب محفوظ وعبد الرحمن منيف وأمل دنقل وعباس بيضون وغسان كنفاني وعبد الله العروي ومحمد عابد الجابري ومحمد أراكون وكاتب ياسين ورشيد بو جدرة وعز الدين المدني وإسماعيل فهد إسماعيل والطاهر وطار ومحمود درويش ونزار قباني وإلياس خوري وعلي حرب ولويس عوض وإلياس مرقص والفرد فرج وحسين مروة الله يزيد عددهم - كما نقرأ شكسبير وهنريك ابسن وسقراط وهوميروس وأرسطوفانيس ويوربيدس وفكتور هوغو وفلوبير وبلزاك وألبير كامو وجاك دريدا وكانط ونيتشة وماركس ونعوم تشومسكي؛ وكأنَّنا نقرأ لأعزِّ أقربائنا أو أشقائنا أو أولاد عمومتنا, لأنَّ قراءة إبداع مثل هؤلاء الكتَّاب هو فعل استرداد للحياة من فم الموت فنحيا ولا نموت.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية