تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وعي الجميل والقبيح والمعذّب في السرد القصصي

كتب
الأربعاء 23-5-2012
هفاف ميهوب

في كتاب «الوعي الجمالي في السرد القصصي» تسعى مؤلفته الدكتورة «علياء الداية» إلى التقديم بما يدل على أن هدفها من هذا الكتاب، دراسة أشكال الوعي الجمالي الموجودة داخل القصص والتي تندرج ضمن قيم جمالية هي: الجميل والقبيح والمعذب، القيم التي تتجلى في وعي الشخصيات القصصية وضمن إطار الزمان والمكان.

أما النماذج القصصية التي اختارتها لدراستها، فكانت ضمن الفترة الممتدة من النصف الثاني من القرن العشرين، ولأسباب أولها تجاوزها مرحلة التأسيس والتجريب واتسامها بازدهار السرد القصصي والأدب العربي، الذي بدأ بإثبات ذاته وبالاتجاه إلى وعي القيم وسط متغيرات وتطورات الحياة بكل نواحيها.‏

بداية، وقبل الدخول في فصول الكتاب، تبدأ «الداية» بمدخل إلى مفهوم الوعي الذي يعتبر اجتماعياً بطبيعته والذي هو تفاعل بين الموضوع والإنسان، حيث يهدف إلى تمثل الواقع وتجسيده من خلال وعي الإنسان، وبالمفهوم الجمالي الذي هو نتاج علاقته بما حوله من ظواهر طبيعية أو اجتماعية، والذي ظهر بعد تطورات عديدة للإنسان، وبعد أن أدرك أن الحاجات البيولوجية والفيزيائية لديه، تتطلب التكيف مع الحياة ومن شذ حوله، وعن طريق معرفة ما يحيط به من أشياء وظواهر.‏

بعد هذا، تنتقل «الداية» إلى «مفهوم السرد القصصي» حيث حاولت القصة القصيرة أن تميز نفسها دائماً عن الرواية، وكعمل أدبي سردي يتركز حول موقف معين وتدور أحداثه في زمان ومكان محددين، ويحتوي على شخصيات لها صلة بهذا الموقف، وتغذي الأخيلة المتعلقة به وتؤثر في صورته المعكوسة داخل العمل.‏

بعد هذه المقدمات، تطالعنا فصول الكتاب ليكون أولها «وعي الجميل في السرد القصصي» .‏

والجميل هو الطبيعة والفن معاً، إضافة إلى آراء أخرى استندت «الداية» إليها نقلاً عما قاله أبرز النقاد والفلاسفة ودارسي الأدب.‏

أيضاً، ولأن العمل الأدبي له قطبان فني وجمالي وهما نص المؤلف وإدراك القارئ، فالاستجابة الجمالية هي العلاقة الجدلية بين النص والقارئ، والتفاعل بينهما. وتسمى استجابة جمالية لأنها تثير قوى التخيل والإدراك لدى القارئ الذي تكمن متعته بتوقع وترقب ما ينبغي أن تكون عليه الحياة الخيرة.‏

إذاً، ولأن الجميل هو الحياة، فمن الطبيعي أن تتحاور الظواهر الجميلة مع الظواهر المرضية البشعة، وهو ما يتجلى في السرد القصصي العربي المعاصر. الذي غالباً ما تكون المرأة فيه قاسماً جميلاً ومشتركاً وسواء كظاهرة سلبية كالخيانة والفقر أم إيجابية كقيم الحياة والحب أم حتى حيادية كظاهرة الإعاقة.‏

الفصل الثاني: وعي القبيح في السرد القصصي.‏

بعد أن أنهت «الداية» فصلها الأول بتقديم نماذج من قصص الأدباء، شكلت المرأة لديهم الوعي الجمالي وباختلاف ظواهره، انتقلت إلى رصد مظاهر الوعي القبيح داخل القصة العربية، وبدءاً من ظاهرة المسوخ (المرأة الأفعى والمتحولة) وكذلك كل الطيور الممسوخة إلى كائنات مخيفة، وصولاً إلى الرجل الجرذ وسواه من ظواهر سلبية كالجهل والخرافات وأزمة الهوية وطمس الجمال والحصار على المرأة.‏

الفصل الثالث: «وعي المعذب في السرد القصصي».‏

في هذا الفصل، تركيز على علاقة الإنسان بالواقع وعجزه عن اتخاذ قرار ينتشله من معاناته، تلك التي قد يدخلها وحيداً أو يشاركه بها آخرون يكونون ضده أو معه.‏

وسواء في معاناته من الحرب وويلاتها أم من وقوعه أسير عذاب الملاحقة أم السجن أم ربما الجنون.‏

الفصل الرابع: «وعي الزمن والمكان جمالياً في السرد القصصي».‏

إنه الفصل الأخير، ويحكي عن فاعلية الزمان والمكان في القصة التي يكون الزمن فيها دائرياً أو سهمياً ( عجائبياً أو واقعياً مباشر) أو حتى جدلياً، وضمن أمكنة منها المقهى، الحافلة، البيت، بلاد الاغتراب.‏

في هذا الكتاب اختارت الدكتورة الباحثة «علياء الداية» خمسين مجموعة قصصية كنماذج لبحثها، وقد أدرجت أسماء هذه النماذج في ختام الكتاب، مضافاً إليها أسماء مؤلفيها من أدباء بلغ عددهم ثلاثين قاصاً وقاصة، اعتمد في اختيارهم على حضورهم الأدبي ممثلاً بالإنتاج القصصي المستمر والمتميز بطرح قضايا وقيم جمالية ومنهم. إبراهيم الكوني - إبراهيم صموئيل- إبراهيم عبد المجيد- إدوار الخراط- حيدر حيدر-زكريا تامر- سميرة عزام - عبد السلام العجيلي- غادة السمان- فواز حداد- غسان كنفاني- فيصل خرتش- ليلى العثمان وغيرهم..‏

«علياء الداية» دكتورة في علم الجمال وحاصلة على جوائز في مجال القصة القصيرة التي تنشرها في صحف محلية وعربية. أيضاً تكتب الدراسة النقدية ومنها الرموز الأسطورية في مسرح «وليد إخلاصي».‏

إضافة إلى هذا، لها كتب مترجمة عن الفارسية ومنها. «مجموعة قصص للأطفال» وتمرد الشاعرة فروخ فرخ زاد و «سر الناي العجيب».‏

‏

الكتاب: الوعي الجمالي في السرد القصصي - تأليف: د. علياء الداية - صادر عن دار الحوار للنشر والتوزيع 2012‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية