هي سورية شامخة بحاضرها، عريقة بأمجادها . وللوقوف عند هذه المشاركة، التقينا علي حمدان مدير ومؤسسة فرقة جلنار للثقافة وفنون الأداء ، فقال:
ستشارك الفرقة في الثامن والعشرين من الشهر الجاري بعمل يحمل عنوان (حجار القلعة بتحكي) على أرض قلعة دمشق، ولطالما شهدت هذه القلعة العديد من المهرجانات ، ولم يكن اختيار المكان مصادفة، بل لما يحمله من معان حضارية سامية، فمن هذا المكان انطلقت حملة صلاح الدين الأيوبي لتحرير القدس، وأيضاً حملة الظاهر بيبرس في معركته عين جالوت ، لتظل هذه القلعة صامدة تحكي حجارتها عن أبطال مروا من هناك . وفي عملنا الذي سنقدمه، أردنا استحضار هذا التاريخ، والشخصيات التي مرت، لنقول في رسالتنا للعالم أجمع، أن سورية شهدت الكثير من الاعتداءات لكنها استطاعت أن تتحدى الغزاة، وتظل صامدة قوية بإخلاص شعبها وتضحياته، ودمشق أرض الفكرة، أرض الإنسان باقية وخالدة ، وما تمر به الآن لن يعدو أن يكون زوبعة ستزول، وتشرق فيها الشمس من جديد .
العمل ينطلق من حدوتة عن المغتربين تقول: رغم توزعهم في أصقاع الأرض، اشتعل الحنين في قلوبهم، سارعوا إلى بلادهم يمدون يد العون لها بعد مشاهدتهم تلك الآلام التي اعتصرت قلوبهم، بالحزن والأسى.. وقد جمع العمل كل مناطق سورية بما تحمله من ذاك التنوع من حيث التراث والتقاليد والملابس، لتكون تلك المصالحة بين أبناء هذا الوطن ، وأن سورية هي في قلب كل واحد منا، وعلينا أن نحافظ عليها بالحوار والتعاون والوقوف معاً، ضد كل من تسول له نفسه أن يخترق وحدتنا .
هل استطاعت الفرقة أن توصل رسالتها للعالم ؟
تضم الفرقة حوالي خمسين راقصاً وراقصة، أكاديميين في غالبيتهم، وقسم منهم متفرغ ، أخذت الفرقة على عاتقها رسالة الحفاظ على التراث ونشره داخل سورية وخارجها، لذا لم تكن مهمتها ترفيهية وحسب، بل ثمة رسالة آلت على نفسها نشرها للتعريف بعراقة سورية وتاريخها المشرق، وقد لاقت عروضها اهتماماً كبيراً، وتركت بصمتها في جميع الأماكن التي حطت الرحال فيها .
هل تمثل حركة الراقصين التراث الشعبي، أم أنها تجمع بين الحداثة والتراث؟
حاولنا في آخر ماقدمناه (سحر الشرق) أن نظهر إمكانات الفرقة، وقد فرضت علينا فكرة العرض إدخال الحداثة إلى جانب الرقص التعبيري لإيصال الفكرة، لكن في عملنا الحالي سنقدم مخزون التراث والفلكلور السوري عن طريق الحركات، التشكيل، الأزياء ..
ما مشاريع الفرقة للمستقبل؟
نسعى من خلال الفرقة أن نقدم ما نستطيع من الدعم، والمساهمة بعودة الأمن والاستقرار والفرح للسوريين، لذا سنكون في كل مكان نشعر أنه يمكننا أن نقدم فيه شيئاً لأجل وطننا، إن كان عملنا مأجوراً أو مجانياً . وهناك العديد من المشاريع تقدمنا بها وننتظر الرد عليها . كما أن لدينا عملاً في لبنان وهو عبارة عن فوازير ستقدم خلال شهر رمضان المبارك .
هل استطاع الرقص أن يحتل مكانته التي تليق به على الساحة الفنية ؟
نعتمد الآن في فرقة جلنار استراتيجية جديدة، ولم نعد نقتصر فقط على الأداء الحركي أو الرقص، فعندما نقول تراث فهذا يعني (الموسيقا، الممثل، الحدوتة، الحركة..) وكل ما يتعلق بالتراث والفلكلور والموروث الشعبي الذي نمتلكه من خلال هذه الأدوات . وسنقدم للعمل كل ما نحتاجه لإيصال الفكرة والحدوتة للناس مع الحفاظ على التراث والتذكير به وتوظيفه للفكرة التي نسعى لإيصالها .
كما الشعر ديوان العرب، فهل الرقص يؤرخ لمرحلة معينة؟
بالطبع، فنحن نتحدث عن لغة عالمية، وحضارة الشعوب تقاس بمدى تقدم فنونها . فكيف ونحن في بلد عريق تجاوز عمره 7000 عام ، فلا شك أن الفن يشكل عنصراً هاماً ومؤثراً فيه ، ونسعى أن نكون جزءاً من نسيج هذا المجتمع السوري، نترجم الأحاسيس والمشاعر لحالات حقيقية على أرض الواقع .
ما أبرز أعمال الفرقة؟
قدمت الفرقة (ليلة عربية) على هامش أولمبياد بكين في العام 2008، وشاركت بافتتاح دورة الألعاب الآسيوية الشاطئية في مسقط في العام 2010 ، وافتتاح حلب عاصمة الثقافة الإسلامية ، وللفرقة العديد من المشاركات في جرش، دبي، ومسقط، إضافة إلى العديد من الفعاليات ، كما قدمت الفرقة عروضها في العديد من الدول الأوروبية والعربية، وطموحنا أن نستمر دائماً للتعريف بحضارة سورية وعراقتها وتراثها .