وتهدف الورشة التي تستمر فعالياتها يومين إلى خلق المهارات الادارية والقيادية لدى الكوادر البشرية ضمن مؤسسات الدولة ومؤسسات ومنظمات أهلية وتنموية خاصة.
وأشار اللواء الدكتور محمد حسين الحاج علي مدير كلية الدفاع الوطني إلى أن مشاركة الكلية في الورشة جاءت لمعالجة مشاكل القصور الاداري في المؤسسات العامة والخاصة لتقديم أفضل خدمات للمواطن وكسب رضاه الذي هو منطلق الادارة الحديثة العصرية.
ولفت الحاج علي إلى حزمة الاصلاحات التي أطلقتها القيادة السياسية والتي تمثل مخرجا موضوعيا للمشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية اذا ما أعطيت الفرصة والوقت المناسبين وتضافرت جهود جميع الاداريين والمؤسسات لتنفيذها.
بدوره سلط الدكتور حسان النوري مدير مركز الدراسات الادارية والتسويقية الضوء خلال الجلسة الاولى للورشة على الاليات المطلوبة لتنفيذ الادارة الناجحة في سبيل تطوير المجتمع وتعزيز وحدته الوطنية ومعالجة السلبيات الموجودة في بعض المفاصل الادارية.
واستعرض النوري عددا من الاخطاء الادارية التي تقع فيها ادارات المؤسسات العامة والتي تنعكس سلبا على أدائها وكفاءة وقدرات العاملين فيها مشيرا في هذا الصدد إلى التردد في اتخاذ القرارات وعدم الحزم فيها في الوقت المناسب وكيفية ادخال التغيير والفشل في بناء فرق العمل والفشل في ادارة الفشل وبناء الامبراطوريات الادارية كدليل على الاهمية الاجتماعية والسياسية والمماطلة وتأجيل انجاز الاعمال وادارة الوقت اضافة إلى تقديم أهل الثقة على أهل الكفاءة وعدم الاستثمار في التدريب والتقليل من أهميته.
وفي الجلسة الثانية المسائية استعرض الدكتور آرثر روبلفيسكي رئيس مركز ادارة وحل النزاع في وارسو التجربة البولونية وكيفية تجاوز بولونيا للظروف الصعبة التي مرت بها في تسعينيات القرن الماضي مؤكدا عمق علاقات الصداقة التي تربط سورية وبولونيا.
وقال استاذ العلاقات الدولية والحكم الرشيد في جامعتي وارسو ولازار سكي: ان بولونيا مرت بنفس الظروف التي تمر بها سورية الآن تقريباً ووصلت الى شفير حرب أهلية واستطاع الشعب البولوني ان يتجاوز الأزمة التي مرت بها بلاده من خلال الحوار واستخدام طرق اقتصادية جديدة نقلت بولونيا الى دولة مستقرة وذات اقتصاد قوي يعتمد على ثلاث مكونات اساسية هي تطوير التكنولوجيا والخدمات بالاضافة الى الصناعة والزراعة.
وتهدف المبادرة الوطنية للادارة والتغيير التي أطلقها مركز الدراسات الادارية والتسويقية بداية الشهر الجاري إلى رفع مستوى الاداء الاداري والبشري للمنظمات السورية للوصول إلى الكوادر البشرية القادرة على تطوير أدائها وتنمية مهاراتها الادارية والقيادية من خلال العمل الجاد مع المؤسسات والمنظمات الوطنية لبناء سورية المتجددة.
وتؤسس المبادرة لرؤية استراتيجية مستقبلية تساعد على الارتقاء بالكوادر الوطنية نحو الافضل ورفع انتاجيتها إلى مراتب متقدمة اضافة إلى رفع مستوى التنافسية بين المنظمات الاقتصادية الوطنية وتقليل مستوى الهدر الاقتصادي والاداري لديها وتفعيل دور الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الربحية كي تقدم خدماتها بشكل فاعل.
وتشمل فعاليات الورشة جلسات عمل ونقاش حول ادارة الازمة والتغيير وعرض نماذج من التجارب الدولية وأسس تطوير الاداء الاداري ومهارات التفاوض والحوار لدى القيادات الادارية في الدولة.