وذكر مراسل سانا أن الوفد الإعلامي جال في خان شيخون ومحيطها ووثق الأنفاق والكهوف والمغاور التي أنشأها إرهابيو «جبهة النصرة» واتخذوها مقرات لهم ومستودعات أسلحة في المنطقة الممتدة بين مدينة خان شيخون وبلدة التمانعة إضافة إلى العتاد الحربي في وادي العسل إلى الغرب من بلدتي كفر زيتا واللطامنة بريف حماة الشمالي.
وأشار المراسل إلى أن الوفد الإعلامي زار أيضا أحد الأوكار التي كان إرهابيو «الخوذ البيضاء» يتخذونها مقرا لهم واطلع على محتوياته من أسلحة وعتاد حربي يفضح الأكاذيب التي سوقتها هذه المنظمة الإرهابية.
المهندس محمد فادي سعدون المكلف مهام محافظ إدلب بين في تصريح للإعلاميين أن الورشات الخدمية تعمل على إعادة تأهيل المرافق الخدمية والبنى التحتية في خان شيخون بما يساعد ويشجع الأهالي على العودة إلى مدينتهم واستئناف حياتهم الطبيعية مجددا بعد دحر الإرهابيين وإعادة الأمان للمدينة على أيدي الجيش العربي السوري.
وأوضح سعدون أنه يجري حاليا تأمين مياه الشرب للأهالي العائدين بعد أن دمر الإرهابيون مصادر المياه الرئيسة في المدينة خلال سيطرتهم عليها كما يجري تنظيف كل الشوارع التي ينهي الجيش تمشيطها ونزع وتفكيك الألغام والمتفجرات منها تمهيدا لعودة الأهالي الذين يتم تقديم المساعدات الغذائية والطبية لهم.
ولفت إلى أن العديد من الأهالي الموجودين في مدينة إدلب يرغبون بالعودة لكن الإرهابيين يمنعونهم من الوصول إلى ممر أبو الضهور المخصص لخروج المدنيين إلى المناطق الآمنة.
من جهته قال رئيس مجلس مدينة خان شيخون المهندس عبد الكريم النجار في تصريح لمراسل سانا أنه يجري حاليا العمل على ترحيل الأنقاض لتأمين عودة الأهالي وتأهيل الشبكة الكهربائية والطرق موضحا أنه يوجد حاليا أربع مدارس جاهزة في المدينة كما يجري تجهيز المخبز لانتاح الخبز خلال أسبوعين.
واستعادت وحدات الجيش في الثالث والعشرين من الشهر الماضي السيطرة على مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي إضافة إلى بلدات اللطامنة وكفر زيتا ولطمين ومورك ومعركبة واللحايا بريف حماة الشمالي وذلك بعد القضاء على آخر فلول الإرهابيين فيها.
كما زار مدينة تدمر التاريخية أمس وفد من البرلمانيين والسياسيين الإيطاليين برئاسة عضو مجلس الشيوخ الإيطالي رئيس شعبة الصداقة البرلمانية المعنية بشرق المتوسط باولو روماني.
واطلع الوفد خلال الزيارة على معبد بل الشهير وشارع الأعمدة والمسرح التاريخي ومقر مجلس الشيوخ والشعب التدمري القديم ومتحف تدمر الوطني وشاهد الدمار الذي طال المواقع الأثرية جراء اعتداءات تنظيم داعش الإرهابي قبل اندحاره من المنطقة.
كما شاهد أعضاء الوفد فيلما عن حياة شهيد الحضارة عالم الآثار خالد الأسعد الذي اغتاله أعداء الثقافة والإنسانية.
وقال رئيس الوفد باولو روماني في تصريح للإعلاميين بتدمر: كنت متحمسا للقدوم إلى تدمر ومشاهدة حضارتها العريقة وخاصة أن تراث هذه المدينة العالمي يهم البشرية جمعاء ولدي رغبة كبيرة من خلال زيارتي بأن أظهر شهادة لجميع الإيطاليين عن أهمية المواقع التاريخية في سورية وأكشف عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي بحق البشرية من خلال تدميره لهذا التراث الإنساني.
وأشار روماني إلى أنه توجد آثار في إيطاليا وأوروبا لكن وجود آثار مدينة تدمر في وسط الصحراء شيء مميز وجميل جدا، معربا عن أمله الكبير بالتعاون لتقديم شيء مفيد لهذه المدينة الأعجوبة.
من جانبه عبر عضو البرلمان الإيطالي ماثيو كريمانجو عن استيائه وتأثره العميق تجاه ما فعله أعداء العلم والثقافة بتدمير صروح أثرية نادرة بالعالم، مشيراً إلى أن إيطاليا مستعدة للمساعدة في إعادة إعمار هذا التراث الموغل بالقدم والمهم جدا لكل العالم.
وأضاف: زيارتي إلى تدمر لامست قلبي وقد التقطت صوراً غنية عن المعالم الأثرية التي من الممكن أن تساعد في إعادة إعمار هذه المدينة التاريخية التي تعد إرثا حضارياً عالمياً ملكاً للإنسانية جمعاء ولم أكن أتخيل أن هناك دولا أوروبية قامت بتمويل الإرهاب لتدمير هذه الحضارة.
كما زار الوفد مبنى دار الحكومة في حمص، واطلع على ما تعرضت له مدينة حمص من تدمير نتيجة اعتداءات الإرهابيين، و زار الجامع الكبير واستمع لعرض عن المراحل التاريخية المتعاقبة عليه وأهميته الأثرية، وجال أيضا في الأسواق القديمة واطلع على الحركة التجارية فيها، كما زار كنيستي أم الزنار والأربعين.