بعدما كانت قد لوحت الدول الأوروبية مؤخرا بضرورة التفاوض على اتفاق جديد نزولا عند الرغبة الأميركية، وقد جددت إيران مطالبتها تلك الدول بضرورة الالتزام بتعهداتها بموجب الاتفاق، وأبدت نيتها القبول في إجراء تعديل طفيف على الاتفاق، ولكن بشرط رفع العقوبات الأميركية والغربية، ودعت في الوقت نفسه إلى تشكيل تحالف «الأمل» لضمان أمن الخليج تحت مظلة أممية .
وفي التفاصيل: دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل تحالف جديد يسمى تحالف «الأمل» لضمان الأمن في منطقة الخليج وبحر عمان ومضيق هرمز، ويكون بمشاركة دول المنطقة، وتحت مظلة أممية.
قال روحاني خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس: أدعو كافة الدول المتأثرة بالتطورات في الخليج للمشاركة بتحالف الأمل، أي مبادرة هرمز للسلام.
وأضاف روحاني: هذه المبادرة تشمل مجالات التعاون المختلفة كالعمل الجماعي لتحقيق أمن الطاقة وحرية الملاحة وتدفق النفط من وإلى مضيق هرمز وأبعد منها.
وأوضح الرئيس الإيراني أن التحالف يقوم على أسس مهمة، أهمها مبدأ عدم الاعتداء، وعدم التدخل في شؤون بعضنا البعض، مشددا على أن المظلة الأممية مهمة لإضفاء شرعية على تحالف الأمن، أما تشكيل دول أجنبية لمثل ذلك التحالف يعد تدخلا في شؤون المنطقة.
من جهة ثانية أكد روحاني ضرورة تنفيذ الدول الأوروبية التزاماتها في إطار الاتفاق النووي بصفتها أعضاء فيه.
وخلال لقائه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في مقر إقامة الوفد الإيراني في نيويورك على هامش الاجتماع الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة أعرب روحاني عن أسفه الشديد تجاه البيان الأخير للدول الأوروبية الثلاث التي تعد في الوقت ذاته أعضاء في الاتفاق النووي بخصوص الهجمات على المنشآت النفطية للنظام السعودي وقال إن إصدار مثل هذا البيان الذي لا أساس له في هذه الظروف المعقدة والحساسة لا يعد بناء ومفيدا بأي حال من الأحوال.
وانتقد الرئيس الإيراني قصور لندن في تنفيذ تعهداتها لاستفادة إيران من المزايا الاقتصادية للاتفاق النووي معتبرا توفير الأجواء الاقتصادية الإيجابية من ضمن التزامات الاتفاق النووي.
إلى ذلك اتفق وزراء الدول المشاركة في الاتفاق حول برنامج إيران النووي أمس على ضرورة التطبيق الكامل للصفقة، مؤكدين عزم بلدانهم الحفاظ عليها.
وجاء في بيان مشترك صدر عقب اجتماع وزراء خارجية كل من إيران وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في نيويورك، تلته مفوضة الاتحاد الأوروبي السامية للسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني التي ترأست المحادثات: أعاد المشاركون إلى الأذهان أن خطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة ببرنامج إيران النووي التي صادق عليها القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن للأمم المتحدة في 2015، لا تزال تمثل العنصر المحوري في الهيكل العالمي لمنع انتشار الأسلحة النووية، وإنجازا مهما للدبلوماسية متعددة الأطراف.
وأضافت موغيريني: شدد أطراف الاتفاق على أهمية التطبيق الكامل والفعال لخطة العمل الشاملة المشتركة من قبل جميع الأطراف، مؤكدين تصميمهم على مواصلة بذل كل الجهود الممكنة للحفاظ على الاتفاق الأمر الذي يخدم مصالح الجميع.
وفي وقت سابق قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي إن طهران مستعدة للقبول بإدخال تعديلات طفيفة على الاتفاق النووي في مقابل رفع العقوبات عنها.
وأضاف ربيعي أنه ينبغي رفع العقوبات الأميركية بالكامل وقبول واشنطن ببنود الاتفاق النووي قبل أي مفاوضات، لافتا إلى أن بلاده مستعدة لتقديم تطمينات للمجتمع الدولي بأنها لا تسعى لحيازة السلاح النووي.
وشدد ربيعي على أن البيان الثلاثي الصادر عن بريطانيا وفرنسا وألمانيا الذي اتهم إيران بالمسؤولية عن الهجوم على أرامكو «مرفوض بالمطلق»، كاشفا من جهة أخرى أن الرئيس روحاني سيقدم مقترحات مهمة في نيويورك لبناء الثقة وكسر الجمود الحالي.
من جانبه قال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إنه على الدول التي تصرح ضد إيران أن تنتبه لتصريحاتها لأننا نستطيع أن نخلق لها المشاكل.
وحذر سلامي هذه الدول من أن إيران قادرة على التسبب بمشاكل لهم، وذلك بعد يومين من اتهام دول أوروبية لإيران بتنفيذ هجوم على منشآت النفط السعودية.
وقال سلامي في خطاب: وصلنا إلى مرحلة جعلت العدو يتصور أن كل ما يحدث في المنطقة هو من صنعنا، واصفا ذلك بالحرب النفسية، وأضاف: على الأعداء والدول التي تصرح ضد إيران أن ينتبهوا إلى تصريحاتهم لأننا نستطيع أن نخلق المشاكل لهم.
وفي موسكو أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أن إرسال قوات أميركية إضافية إلى الشرق الأوسط وتعزيز إمكانيات واشنطن العسكرية في المنطقة لن يساعد بحل المشاكل في المنطقة.