مسرح... عــرض «طميمـــة».. والوجـــه الآخــــر للواقــع
الخميس 26-9-2019 آنا عزيز الخضر تنكسر الأحلام ويغيب الطموح، تتشرذم الأفكار وتتشظى الأرواح، وقد تضل النفوس طريقها إلى التوازن، فتعبث الفوضى هنا وهناك.. كل ذلك عندما يقسو الواقع على الإنسان، وذلك مهما عظمت إرادة الحياة لديه، يغالب كل ذلك دون جدوى، وهل هناك أقسى من واقع الحرب الذي حط بثقله على الإنسان السوري.
في سياق هذه الملامح، سارت مشاهد مسرحية، وتطورت محاور درامية عديدة للعرض المسرحي (طميمة) تأليف شادي كيوان، وإخراج (عروة العربي) و قد حضرت في تلك المحاور حالات اجتماعية وإنسانية، كما هي النقل لوقائع لا تعد ولا تحصى، إذ تعمقت المحاور في مسألة الهجرة المريرة، إن افترضنا أولى التبعات لتلك الحرب البشعة، كما تحدثت عن الغنى غير المشروع الذي تفشى، وعن تجار الأزمات الذين استغلوا حاجة الناس، كما بحث العرض في قضية العزلة التي فرضت على الكثير من الناس، ثم المعاناة في حالة الفراق.
أطروحات كثيرة طفت هنا وهناك، و هي أقل مما حدث على أرض الواقع بكثير، وحضرت مقاربات كثيرة للواقع عبر حالات المكاشفة، التي جمعت الأصدقاء الثلاثة طارق وسيف وحسام الذين تبعثروا، كل في اتجاه و كل اتجاه أقسى من الآخر، أظهر لنا كثيراً من السلبيات، برزت عبر شبكة من العلاقات جمعتهم وفرقتهم، رغم أن كلاً منهم سار في اتجاه حياتي منفصل، فكان لكل اتجاه صعوباته الكثيرة، وكان نقطة الذروة اللقاء مصادفة بين الأصدقاء، فتتعثر المحاور, رامية في وجه جمهورها حالات و حالات، تكشفت عن كم هائل من كوارث سيطرت على النفوس في ظل تلك الحرب، وكانت من كل حدب وصوب, وتتداخل مع كل تفصيل حياتي، تاركة بصماتها على الجانب الاجتماعي والنفسي والإنساني، وقد تجاوزت كل الحدود.
|