مبعث السطور السابقة هو تلك التصريحات التي خرجت عن بعض الشخصيات البارزة في المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام والتي افتقرت تماما للشفافية، وأوضحت بشكل أو بآخر وجود اعتقاد راسخ بالقدرة على الاستخفاف بعقول شريحة واسعة من أبناء الشارع الرياضي والذي لا يمكن إخفاء بعض التفاصيل والحيثيات المهمة عنه، لأن متابعي رياضتنا وعشاقها ومعهم جزء لا بأس به من الإعلام الرياضي المحلي قادر على تحليل الأمور بشكل سليم، ومستعد لطرح التساؤلات التي يعتقد أن الإجابة عليها أو الإعراض عنها سيعني حكما كشف المستور.
ثلاث إجابات على ثلاثة أسئلة جوهرية كشفت إلى حد بعيد حجم التناقضات في القرارات الصادرة مؤخرا ومسبباتها ، فعند السؤال:لماذا تم تأجيل الدوري ؟! الإجابة كانت أن التأجيل يعود لتحضير المنتخب الأول، رغم عدم الإعلان عن أي معسكر داخلي أو خارجي للمنتخب، وعلى ذلك ووفقا لمعلومات مؤكدة فإن التأجيل قد تم لإفساح المجال باتجاه استكمال صيانة عدد من ملاعب الدوري ، وبالتالي فإن ما قيل سابقا عن جاهزية جميع الملاعب لاستقبال منافسات الدوري السوري الممتاز بكرة القدم لم يكن صحيحاً.
أما السؤال لماذا تم رفع أسعار بطاقات الدوري ؟!، فالإجابة كانت أن الرفع جاء بناء على طلب الأندية ، وهذه الإجابة أيضا تبتعد عن الواقع لأن الأندية نفسها هي التي أحدثت التضخم الهائل في قيمة عقود اللاعبين، وبالتالي فمن المستبعد أن تخسر هذه الأندية جمهورها الذي سيُعرض عن ارتياد الملاعب بعد رفع سعر بطاقات الدخول.
والسؤال: ما هو تقييم ملاعبنا ؟! فالإجابة كانت أن ملاعبنا تشبه جميع ملاعب العالم و ربما تكون أفضل منها، وفي هذه الجزئية هناك انفصام شبه تام عن الواقع، رغم أن أحد أهم أسباب تأجيل الدوري يعود لعدم جاهزية ملاعبه.
هذه الإجابات التي جاءت على لسان من يسيّر شؤون رياضتنا تؤكد أن ما يقال لا يعدو عن كونه نصف الحقيقة، بينما يحمّل النصف الآخر قادة رياضتنا مسؤولية هذه القرارات التي ستؤدي لآثار سلبية كثيرة، وبالتأكيد فإن الاعتراف بوجود تقصير في هذا الجانب أو ذاك لم يحدث، بانتظار أن تتسم تصريحات البعض بشيء من الواقعية.