الشائعات التي بقدرة تسخيرها تلعب بالأفكار لتدمر الشعوب.
تَناقل الأفكار على وسائل التواصل الاجتماعي؛ يضاف له ويزداد ليصبح كارثياً، الشائعات ثقافة شعبية على مدى الزمن، تُضْرَبُ الشائعة بعشرة، تكبر بفعل فاعل مع سبق الإصرار والترصد بالتواتر لتدمير المجتمع، وهنا لا بد من المبادرة والاستباقية.
تتحطم الشائعات عندما تعزز العلاقة بين القيادات وفئة الشباب من الشعب، الفئة الأكثر استخداماً لوسائل التواصل (السلاح الحديث) على أساس الشفافية والمصارحة، وهنا يأتي دور (حاضنات) التنشئة وزارة الثقافة وزارة التربية والمنظمات الشبابية.
لا بد من البدء بتطوير عمل المحافظين، والمجالس المحلية، وجميع مؤسسات الإدارة المحلية، من خلال أفعال على الأرض، تقوي دورها وتحميها، ما يؤدي لعدم تصديق الإشاعة وتفنيد هدفها، لأنها إن تمكنت من الانتشار تنهش جسد المجتمع كله وتفككه.
إن تعزيز دور المراكز الثقافية وتطوير أدائها، مهم كي لا تكون في موقع رد الفعل فقط، بل مواقع استباقية في وضع أفكار تنويرية علمية واحدة، ضد محاولة إضعاف الروح المعنوية، التي تؤدي لهشاشة الحس الوطني، ما يفكك نسيج المجتمع ويحطمه.
الحروب لم تعد عسكرية فقط، فالحرب النفسية فعلها كبير في إضعاف المجتمع، وهز الثقة بين الشعب وقيادته، في البدء كلمة، فاللغة وسيلة التعبير، فصورة مفبركة، ثم نشر المعلومة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي تبث أمراضاً ومشكلات اجتماعية
الفاعلون السياسيون من غير الدول، تأثيرهم أكبر من الميليشيات المسلحة الإرهابية، فهم يعملون لهدف تفتيت الدولة وإضعافها، هم ليسوا دولاً، لكن دورهم تحقيق هدف تقسيم الدولة، بالتحريض المباشر وغير المباشر، من خلال تجنيد الخونة والعملاء.
أن يكون هناك مصارحة ومكاشفة استباقية، يفوّت الفرصة على ظهور الشائعات وعدم انتظار نشرها حتى نحاربها، وهنا يبرز موضوع الاختلاف على مصطلح الإرهاب، كما حدث في الأزمة في سورية منذ بداياتها، وعدم الإقرار بوجوده فيها.
في ألمانيا أُعْدِمَ مؤرخون لأنهم قتلوا الروح المعنوية للمجتمع، لأنهم حملوا فكراً هداماً روجوا له ما حطم المجتمع، حروب اليوم لا تبث سمومها في أوربا، بل هي تتوجه إلينا، لذا علينا الاستعداد لمواجهتها، وتحصين المجتمع، ليمكنه إسقاط أهدافها.
أيزنهاور عندما وصل مطار أميركا، قالوا له تفضل إلى البيت الأبيض، كما حدث مع ابراهام لنكولن، فتساءل هل انتخبوني، جاءه الرد لا لكن أميركا مؤهلة لحرب أهلية، ما يجعله رئيساً في زمن الفوضى، والشعب ملهي بالقتال، غير مهتم مَن الحاكم.
نحتاج لانتصارات فكرية لاجتثاث الفكر الهدام، إن كنا على قلب رجل واحد؛ لن نحتاج لوقت طويل، ملعب صناع الفكر واسع، لصد شائعة أو معلومة منقوصة؛ أو مغلوطة، فنشر الأكاذيب أهم سلاح مستحدث مؤثر في حروب الجيل الرابع.
المعلومة غير الواضحة أو المغلوطة، قادرة بتداولها عشوائياً وبغير صدقية، على تشويه أيَّاً كان، من أفراد أو مؤسسات، وفي هذا تحقيق هدف العدو في ضرب المجتمع بعضه ببعض، دون أي خسائر يدفعها، ادعاءه صديقاً أياً كان فكره، هو هدام مخرب
استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مرض يتفشى في بنية المجتمع؛ أسموه (فومو) أي النظر الدائم للموبايل، كي لا يفوت على المصاب به خبر، وصولاً به إلى درجة الاستعباد والسيطرة الكاملة على حامله، وهذا أحدث أنواع الحروب، فنشر الإشاعة والخبر المغلوط وترويجه، عبر السوشل ميديا، أكثر تأثيراً لتحطيم المجتمع من السلاح.