|
ويتآخى اللحم صفحة اخيرة قبّلتُ امرأتي وأنا صائم. منذ كم سنة تزوجتَها ? منذ خمس عشرة سنة. اخرج كأنك قبَّلتَ قدمي! ياهذا بعد الزواج بعشر سنوات يتآخى اللحم, وتصبح امرأة الرجل كأخته. فهل تآخى اللحم بين المسؤولين والإعلام ? ! دخلتْ بدوية على هارون الرشيد (149ه 766م/ 193ه 809م) تدّعي الفصاحة , فقال للكسائي عالم النحو الشهير (المتوفّى عام 189ه 804م): (امتحنها). سألها : (ياهذه مااسمك ?) قالت : (لحنتَ . هلا قلت : (مااسمكِ ياهذهْ ?)أي أن العرب لاتبدأ بساكن, ولا تقف على متحرك كاف الخطاب في (اسمكِ) متحركة, وهاء السكت في (هذهْ) ساكنة فعاد إلى الخليفة وقال له: (دخلتُ لأَمتِحنَ فامْتُحِنْت). وأخذوا يشنون الهجوم تلوَ الهجوم على تقصير الإعلام في أداء واجباته, ليمتحنوه قبل أن يمتحنهم ; كأننا تقدّمنا في سائر مظاهر الحياة وبلغنا مراتب العظمة والكمال, ولم يبقَ سوى الإعلام. كأن وظيفة الإعلام أن يقوم بالإصلاحات الإدارية , وينقذنا من البيروقراطية, والرشوة والمحسوبية, وأن يحسن أوضاعنا الاقتصادية, ويحقِّق وفراً في الميزانية, ويوفِّر العمل للمتبطلين ... ويلجم ذئاب أمريكا ; ويقلم مخالب أوروبا وينزع أنياب إسرائيل ... و و و و (نحن هاهنا قاعدون) وأخشى أن يكون دافعنا لجمع المؤسسات الإعلامية في مؤسسة واحدة أننا نرى لوثة أو تقصيراً في إحداها, وبدل أن نعالج الخطأ فيها نفعل كما يفعل المساعد الأول : نطلب من الجميع أن يسيروا بالنظام المنضمّ, ويزحفوا على الأرض, ويرقصوا الرقصة الروسية, ويأكلوا من قصعة واحدة ... ثم تأتينا الصحوة فنكتشف أن الجمع مؤنث ; بحسب قول الشاعر: إن قومي تجمعوا وبقتلي تحدّثوا لستُ أخشى جمعهم كلُّ جمع مؤنثُ ونكتشف أننا هربنا من تحت الدلف, لنعلق تحت المزراب .. أننا خلطنا الأصوات المتعدِّدة فغرقنا في الهذر والجعجعة! قد تكون ثمة مشكلة في مؤسسة توزيع المطبوعات مثلاً ; مشكلة قابلة لألف حلٍّ وحلّ .. إلا أن نضيفها إلى مؤسسة صحفية أخرى , وننتظر من الخليط غير المتجانس أن يُلْقِح ويثمر ! أم هل استكثرنا على حالنا مكسباً حضارياً هامّاً بجريدتين تأسست إحداهما: الوحدة (الثورة) منذ مايقارب نصف القرن, والأخرى : (تشرين) منذ مايزيد على ثلاثين سنة ; وصار لكل منهما جمهورها, وقراؤها? وننسى أن تاريخ سورية عريق في الصحافة منذ منتصف القرن التاسع عشر فقد صدر ما بين عامي 1918-1920 أثناء الحكم العربي أربع وخمسون دورية, وفي عهد الانتداب الفرنسي (1920 1946) صدرت 183 دورية منها 114 في دمشق . أما بعد الاستقلال فقد حدد المرسوم التشريعي رقم 50 الصادر بتاريخ 17/ 10 / 1946 بأن تصدر الصحف السياسية بمعدل صحيفة واحدة لكل 50 ألف شخص. ولئن كان بعض من تلك الصحف يلهث وراء مموّلين مشبوهين من داخليين وخارجيين وسفارات ... فإن بعضها الآخر كان يجهر بصوته باحثاً عن الحقيقة , والمصلحة الوطنية متحملاً البؤس والشقاء , والتعرض للقمع "anhijazi@scs-net.org ">. "anhijazi@scs-net.org
|