ورأت المنظمة ان تايلاند استطاعت تخفيض موجات اندلاع المرض كما توقفت الاصابات بين البشر وذلك من خلال القيام بالاستثمارات الهائلة في عملية مكافحة المرض في الدواجن واعتماد اجراءات الابادة والامن البيولوجي وتحسين إجراءات المراقبة والبحث. وحدت الاجراءات المحسنة في فيتنام من موجات انتشار المرض واستطاعت ماليزيا وجمهورية كوريا واليابان من ازالة المرض بسرعة.
وللفوز في معركة مكافحة انفلونزا الطيور,لابد من الحد من الإتصالات الوثيقة بين بني البشر والدواجن الأليفة والحيوانات البرية,إذ لا بد من فصل الدجاج والبط والأنواع الأليفة الأخرى بعضها عن البعض الآخر,كما ينبغي فصل إنتاج الدواجن عن الطيور البرية إلى أقصى حد ممكن.
أما أسواق الحيوانات البرية فانه ينبغي مراقبتها بشدة ولاسيما الأسواق الرطبة في جنوب شرق آسيا حيث يجري الإحتفاظ بالحيوانات البرية والأليفة في أقفاص قريبة من بعضها البعض الآخر. ويجري حالياً القضاء على أمراض حيوانية أخرى,منها مرض الطاعون البقري وهو مرض فيروسي قديم شديد العدوى في أوساط الأبقار,وفي الوقت الحاضر يبلغ البرنامج العالمي لإستئصال الطاعون الذي أطلقته منظمة الأغذية والزراعة وشركاؤها,أهدافه بعد مرور 10 سنوات على تطبيقه,حيث أن آسيا أضحت خالية من المرض منذ عام ,2000ثم ان الجزء الأعظم من افريقيا خال الآن من المرض. فهناك كل الأسباب التي تدعو إلى الإعتقاد بأن العالم بأسره سيكون خالياً من الطاعون البقري بحلول عام .2010
أما انفلونزا الطيور فسوف يكون مرضاً صعباً وفي بعض الحالات من المستحيل إستئصاله بشكل تام ذلك لأن الفيروس قد استقر في بيئات معينة وأنواع مستضيفة له بما في ذلك الطيور البرية التي حملت مؤخراً الفيروس من الشرق الأقصى حتى روسيا وكازاخستان.
والهدف في الأجلين المتوسط والقصير, هو مكافحة العدوى من جديد في أماكن تجمعها المعروفة والتقليل إلى أكبر حد ممكن من مخاطر إنتشار العدوى بين الدواجن في المزرعة وبني البشر في القرى وعلى صعيد المزرعة التجارية.فالهدف في المدى البعيد هو إزالة العدوى من العديد من النظم الإنتاجية قدر الإمكان.
ومما يذكر أن منظمة الأغذية والزراعة والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية قد وضعتا إستراتيجية مفصلة لمكافحة انفلونزا الطيور في آسيا,وقدرتا كلفة تنفيذ تلك الإستراتيجية بنحو 100 مليون دولار لدعم الإجراءات المراقبة والتشخيص وإجراءات المكافحة الأخرى,بما في ذلك التلقيح.
وقد تعهدت الجهات المانحة إلى الآن بمبلغ مقداره 25 مليون دولار فقط دعماً للإستراتيجية المذكورة,في حين تنفق حالياً مبالغ ضخمة على الخط الدفاعي الثاني في المعركة العالمية.
ولو أخذت بعين الإعتبار مسارات هجرة الطيور البرية فان الأماكن الأخرى المقبلة لها ستكون في البلقان والشرق الأوسط وافريقيا,حيث يتعين على السلطات الوطنية أن تستثمر المزيد في مجال الوقاية وتدرك أهمية الحاجة إلى التعرف بسرعة على أساليب مكافحة المرض في مصدره,إذ أن الكلفة ستكون في المدى البعيد أقل من تكاليف العلاج!