|
الفشل الدراسي... أصعب أنواع الفشل مجتمع وشيعت جثمانه, وخلقت فجوة بينكما لا يمكن ردمها إلا بجهود مضاعفة. الفشل الدراسي هو أن تكره الصراع الذي في رأسك, أنت تفهم ولا تفهم, غبي وذكي, جبان وشجاع, وأن كل من حولك لديه هاجسك, ولديه رعب من المستقبل, وأن همومك كلما أضعتها وجدتها على أكتاف الآخرين, فأنت في حلم والدك , ووالدتك, وأخواتك. الفشل الدراسي بمنعكساته يؤثر من لحظة إعلانه بصفة شرعية ( رسوبك) حتى وفاتك فهو يغير مسيرة حياتك, وتوجهك تماماً , وهو نقيض الفشل العاطفي لأن الفشل العاطفي يصقل تجربة الانسان ويؤهله لحياة أكثر نضجاً. السؤال: لماذا يفشل الطلاب دراسياً? هل نؤمن بأن هناك من يمتلك ذكاءً أكثر من الآخر? لماذا يشعر الطلاب بالخوف من الكتاب, ولماذا يتحول إلى انسان آخر أثناء وما قبل الفترة الامتحانية? هل يدرك الانسان مسبقاً أنه سيفشل دراسياً? وهل يستطيع ردم الهوة التي خلقها بينه وبين المنهاج? أسئلة كثيرة يجيبنا عنها أهالي الطلاب. ابني تحول إلى شخص آخر يقول السيد محمد العلي: ابني في الصف الثالث الثانوي وكان من الطلاب الأوائل في المرحلة الإعدادية لكنه تراخى في المرحلة الثانوية إلى درجة أنه لم يعد قادراً على تجاوز النقص الذي حصل معه, لا بالاساتذة ولا بالدراسة فتحول إلى شخص آخر يكسر, ويحطم, ويتطاول, لأنه يدرك سلفاً أنه سيعيش تجربة الفشل, علماً أنه انسان ذكي لكنه استسلم لشعوره, إنه فاشل وهذه مصيبتي. لا يوجد طالب فاشل يقول محمد الأسعد: لا يوجد طالب فاشل وكل انسان يستطيع أن يتدارك نفسه وعجزه عندما يريد, وابني أكبر نموذج لأنه لم يحصل في الصف التاسع على مجموع يدخله الصف العاشر بشكل نظامي, ودرس المرحلة الثانوية في البيت, وحصل على مجموع قدره 236 علامة من أصل 240 ودخل كلية الطب, وهذا دليل على أنه لا يوجد طالب فاشل, إنما الإرادة هي أساس النجاح. الحب يؤدي إلى الفشل تقول حليمة الوالي: الحب في سن المراهقة كارثة حقيقية لأنه يوجه ميوله إلى أشياء أخرى ويجعله يضرب المسؤوليات والدراسة بعرض الحائط, ويؤدي إلى إفشال الطالب, والكارثة أن مرحلة المراهقة ملازمة للمرحلة الثانوية التي تحدد مستقبل الانسان ومصيره. الإرادة والتصميم يقول سمير العلي: لا يوجد إنسان فاشل دراسياً, طالما أننا نقرأ في كل سنة أن هناك الكثير من الأشخاص الذين حصلوا على علاقات هائلة وهم في بيوتهم, أي أنهم كانوا منقطعين لسنوات عن الدراسة, واستطاعوا بالإرادة والتصميم أن ينجزوا أشياء لا ينجزها أشخاص آخرون. النجاح بعد الرسوب تقول أم محمد: أصبحت لدينا قاعدة عامة وهي أن السنة الأولى لتقديم امتحان الشهادة الثانوية رسوب أو انسحاب والسنة الثانية هي النجاح وكأن المنهاج لم يعد يستوعبه الطلاب بسنة واحدة, وأعرف الكثير ممن حولي ثم أعادوا السنة لأكثر من مرة حتى حصلوا على النجاح . سنة مصيرية يقول ناصر محمد: لهذه السنة ( الثالث الثانوي) خصوصية لأنها سنة مصيرية تحدد مصير الانسان ومستقبله والفشل فيها كارثة حقيقية, وخصوصاً إذا كان الأهل ليس لديهم مرتكز مادي والطلاب يدركون خطورة هذه السنة. وتنعكس تصرفاتهم علينا بشكل لا يطاق. الناجح هو صاحب الجهد الكبير يقول الاستاذ خالد نصيرات: إن الذكاء لاعلاقة له بالنجاح ولا بالحصول على العلامات وربما نستطيع أن نميز الطالب الذكي في مادة الرياضيات بعلامة واحدة فقط أو علامتين, أما ما تبقى فيحتاج لقدرات متساوية, لكن صاحب الفرصة الأوفر من يبذل جهودا أكبر, وهناك الكثير من الطلاب أصحاب القدرات المتوسطة الذين أدهشونا بعلامات متميزة لم نتوقعها منهم ,تفوق الطلاب الذين نبني عليهم آمالاً كبيرة. عقدة الطب البشري تقول فريال سعيد: المجتمع كله لديه عقدة الطب البشري, وكل انسان يحلم أن يكون ابنه طبيباً, وهو بالتالي يرهقه بأحلامٍ ثقيلة ولا سيما أن الطب يحتاج لعلامات تعجيزية, فيصاب الطالب بالإحباط سلفاً عندما يرى أن كل من حوله يريده أن يحصل على علامات تتجاوز مستواه وطموحه بكثير وهذا أساس المشكلة. يقول داود محمد: الفشل حتمي عندما تجبر على علم لا تحبه, تعلمت الفرنسي لمدة 12 سنة ولم أتخرج منه إلا وأنا أحفظ بعض كلمات لأن ميولي كانت علمية. تقول الباحثة الاجتماعية والتربوية نهلة الحراكي: لا يوجد طالب فاشل بالمطلق, هناك حالة رعب وخوف من المستقبل وهناك من يلقي على الطالب مسؤوليات تفوق حجمه وإمكانياته لدرجة أن يصل الطالب إلى حالة اللامبالاة, واللااكتراث, واللادراسة, طالما أن ما يحلم به لن يستطيع أن يحققه.
|