تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سيندي شيهان تفضح الوحشية الأميركية!

شؤون سياسية
الأحد 27/4/2008
قراءة:مصطفى انطاكي

عزيزي الرئيس بوش كتاب جديد من إصدار شركة المطبوعات للتوزيع والنشر في بيروت وترجمة ندين خوري, يتحدث عن قصة مقتل ابن سيندي شيهان في العراق.تقول شيهان:(على عكس ابنك..كان ابني إنساناً رائعاً..هكذا توجهت سيندي شيهان إلى والدة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش).

لم يكن خطاباً بل صرخة أم أميركية قُتل ابنها في الحرب على العراق, تكتب متحدية تهديدات الكونغرس..تكتب بحروف مشتعلة عبر حوارات وخطب ومقالات..مستقطبة الشارع الأميركي كله ليقف في وجه بوش وسياسته المخادعة.‏

سؤال:ما القضية النبيلة التي مات ابني كايسي من أجلها:أهي الحرية أم الديمقراطية?هذا هراء..لقد مات ابني في سبيل النفط.. مات ليزيد من ثراء أصدقاء بوش... مات كايسي لينشر الإمبريالية في الشرق الأوسط).‏

سيندي شيهان..كاتبة تفضح الوحشية الأميركية في العراق على لسان أحد الجنود الأميركيين-(لديكم الضوء الأخضر لقصف جميع السيارات..إن العدو يستخدمها لنقل الأسلحة والذخائر..فجأة انفجرت المدينة بمذنبيها وأبريائها نسوة وأطفالاً وشيوخاً.‏

كاتبة متقدة بذكريات ابنها المحارب في الجيش الأمريكي, الذي غزا العراق والذي مات بلا قضية..كاتبة لن تهدأ قبل أن تسمع هدير الأصوات الرافضة للحرب..ولن تستسلم قبل أن تسمع آخر وقع جندي أمريكي يعود إلى الوطن من أرض محتلة.‏

هذا الكتاب صوتها..إنه الشعلة القادرة على إحداث الحرائق..‏

من الكتاب..وفيه يقول مارتن لوثر كينغ الابن (ما زال الخيار أمامنا:فإما أن نختار التعايش السلمي..وإما أن نختار العنف..علينا أن نتغلب على حيرتنا ونبدأ بالعمل..الآن).‏

يُرددُ على مسامعنا مراراً وتكراراً أنه يجب البقاء في العراق بغية إحلال الاستقرار والديمقراطية..أوليس واضحاً أنه بعد سنوات من الحرب والاحتلال..لم نجلب سوى الفوضى والعنف والموت إلى ذلك البلد..مبتعدين بذلك عن أي شكل من أشكال الديمقراطية?وهل تعزز الديمقراطية من خلال تدمير المدن وقصفها وتهجير المواطنين من منازلهم?‏

إن وجودنا العسكري في العراق يعرض أمتنا للخطر..إن لم نقل أكثر,فهو يثير حفيظة شعوب الشرق الأوسط..ويوقد بالتالي فتيل الإرهاب..وحتى لو جرى القتال هناك في أرضهم عوضاً عن هنا في أرضنا على حد تعبير الرئيس بوش, فإن الإرهاب يضاعف من فرص تسلل الناقمين إلى وطننا, وضربنا في عقر دارنا.‏

عزيزي الرئيس بوش..الإدارة الأمريكية أنفقت ولا تزال... بلايين الدولارات لتمويل الحروب..والمنتفعون من الحروب يزدادون ثراء من خلال قتلهم أبناءنا ومص دم شبابنا..أنت رجل مسيحي كما تقول..والمسيحي لا يقتل الناس... منذ سنوات وأنت تخبرنا أن الحرب في العراق تعزز أمن أميركا..لكنك برهنت من خلال مأساة ذلك البلد... بأنك مخطىء..أنت تضعف أمريكا.‏

ما الذي يجب أن نفعله?يجب أن نخرج القوات من الشرق الأوسط,ومن الدول الإسلامية..وأن نجعل سياستنا أكثر عدلاً بحيث لا ننحاز لمصلحة اسرائيل,يجب أن نردع حكومتنا عن قتل الناس..والبدء بحماية أمريكا. كم جيلاً تُرانا آذينا في وطننا بفعل سياساتنا العدائية?‏

إن سياستك المروجة للضربات الوقائية ...وحشية وخاطئة..وهي تضاعف مشكلاتنا ولا تهدف إلا لزيادة الحاشية وزيادة ثرائها.‏

من خطاب مفتوح إلى والدة جورج بوش قالت سيندي:في الرابع من نيسان 2004 قتل ابنك البكر ابني البكر كايسي شيهان..ابني قاتل في العراق, وابنك انسحب من وحدته العسكرية من دون إذن في حرب فيتنام, ولم يستطع حتى أن يكمل خدمته في الحرس القومي الجوي..لقد عاد كايسي إلى الوطن في نعش ملفوف بعلم... بعد أن قتله مقاوم... لكن ابنك بوش... هو الذي ضغط على الزناد.‏

إن سياسات ابنك الجاهلة,والمتغطرسة والطائشة إلى أبعد الحدود, مسؤولة عن الحزن الشديد والعذاب اللذين يعمّان هذا العالم..بحق الله هل يمكنك لجمه?‏

وأخيراً من خطابها إلى بوش:سؤال واحد من فضلك..من أجل أي قضية نبيلة قتلت كايسي والآلاف الآخرون... من أجل كذبة العراق?ألا تعتقد يا جورج أنه من أجلنا ومن أجل الشعب العراقي, حان الوقت لإعادة قواتنا إلى العراق?أنا بالنيابة عنك سأجيب على السؤال:القضية يا جورج..أوقف القتل الهمجي في العراق..من أجل جميع الأمهات.‏

وتختم سيندي كتابها بالقول:(ليس الفخر في محبة الوطن فقط..وإنما هو في محبة العالم بأسره.. فالأرض هي الوطن.. والبشرية هي المواطن.. ثمة إمكانية لقيام عالم جديد..وثمة ضرورة له أيضاً. وسيتحقق ذلك يوم تتخلى أمريكا عن غرورها.. وهمجيتها.. وجبروتها.. وبالتأكيد ستتوقف الحروب عندما نقف جميعاً ونقول.. لن نقدم طفلاً آخر إلى آلة الحرب.‏

بحق إنه كتاب تشهير وتحذير ونداء استغاثة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية