تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جميعنا مسؤول عن إبداعات الطفل

مجتمع
الخميس 2-7-2009م
سامر محمود

يكون لدى الطفل عادة حب الاستطلاع والرغبة في فحص الأشياء وربطها معا، وطرح الأسئلة باستمرار واستعمال

كل حواسه في استكشاف العالم المحيط من حوله، وتعتبر السنوات الأولى في حياة الطفل هي الأكثر حرجا ففيها تبدأ تشكيل المراحل الأساسية للجهاز التنفسي وتتضح عناصر التفكير، وتكتسب الشخصية قوامها، وتلعب الأسرة والمدرسة والبيئة دورا في تشكيل شخصيته وتفكيره الإبداعي عن طريق التعرف على مايمتلك من قدرات- وتوظيفها مستقبلا في أعمال وأفكار إبداعية .‏

أمور تعيق الإبداع‏

وتقول د.دعد مارديني اخصائية علم نفس، أن هناك العديد من الأمور يتم غرسها في نفس الطفل منذ الصغر والتي تعوق إبداعه وهي: التركيز على نواحي الضعف لديه كالقول: أنت ضعيف، أنت غبي .. الخ... هذا خطأ ، وعدم تشجيعه على التعلم والاستكشاف وزرع الخوف والخجل من الكبار، والاستهزاء بأفكاره ومحاولاته الإبداعية واتباع الأسلوب التلقيني في التعليم إضافة إلى عدم إعطائه الفرصة للقيادة والتخطيط.‏

أهمية العوامل البيئية‏

وإن العوامل البيئية تلعب دورا أهم بكثير من العوامل الوراثية في تكوين الطفل المبدع فليس المطلوب أن يكون الطفل عبقريا حتى يكون مبدعا، فالإبداع ليس موهبة محصورة في نخبة الناس عند وقت المذاكرة لذلك فإن ممارسة الأطفال التعبير الفني بأشكاله المختلفة له أهمية على نموهم العقلي والنفسي. وإن أكثر مايميز آباء الأطفال المبدعين هو الاحترام والثقة في قدرة أبنائهم على أداء عمل مناسب مع إعطائهم الحرية الكاملة في اكتشاف عالمهم واتخاذ قراراتهم في ممارسة الأنشطة بأنفسهم دون تدخل من الكبار إضافة إلى البعد عن نمطي التدليل الزائد والحماية الزائدة وتوفير الاستقلالية في ممارسة الأنشطة المختلفة كل ذلك يساعد على تفجير طاقات الطفل الابتكارية.‏

احترام الطفل‏

ويجب الابتعاد عن تأنيب الأطفال ولومهم على ابداعاتهم الخاطئة، والتعامل مع أسئلة وخيال الطفل باحترام وإظهار الاهتمام المباشر بما يقدمونه ويطرحونه ويتساءلون حوله، فذلك ينمي إحساسهم بالتذوق الجمالي من خلال توجيه انتباهم إلى ماهو رئع ومنسق ومنتظم ، وهي موجودة بصورة عند كل الأفراد، لذلك بمقدرونا التأثير في أطفالنا، ونستطيع أن نصل بهم إلى مستوى إبداعي مناسب، ولكي يكون الطفل مبدعا، يكفي أن يتمتع بقدر من الذكاء، ومعنى ذلك أن الابداع لايعتمد على الذكاء وحده، بل يعتمد على الكثير من العادات الذهنية والسمات التي تلعب الأسرة والمدرسة دورا أساسيا في تكوينها.‏

إعطاء حرية للتعبير‏

وإنه ثمة علاقة إيجابية بين ثقافة الطفل وقدرته على الإبداع وأن تلك الثقافة لاتفيد في تكوين هويته وشخصيته فحسب، بل تتعداه إلى جعله مبدعا، ويوصي علم النفس بألايفرض الآباء والأمهات آراءهم الفنية على تعبيرات الأطفال حتى يتسنى لهم حرية التعبير، وإنما يجب تشجيعهم على المحاولة بحيث تفتح لهم مجال المشاهدة التي تشجعهم على التعبير الفني وإثارة خيالهم، وشد انتباههم وكثيرا ما يمنع الطفل من مزاولة النشاط الفني في المدرسة لضعف الامكانات أو لعدم وجود المعلم المختص، أو لعدم اهتمام المدرسة بحصص التربية الفنية واستبدالها بمواد أخرى، لذلك يجب على أولياء الأمور إتاحة الفرصة لأطفالهم بممارسة هذه الأنشطة في العطلة الصيفية وإجازة نصف العام وعطلة نهاية الأسبوع.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية