تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ثقافة التعذيب على الطريقة البريطانية

دراسات
الخميس 19-11-2009م
منهل ابراهيم

نسخة بريطانية جديدة من فظائع أبو غريب تبعث جراحات العراقيين مرة أخرى طافية على مسرح الأحداث واضعة مسألة حقوق الانسان على المحك في بلد أصبح ساحة لحمامات الدم والمضخات التي تتجول في أزقته ومعها أشباح الموت والانفجارات.

جنود بريطانيون أعجبتهم الطريقة الأميركية في التفنن بتعذيب السجناء العراقيين في سجن أبو غريب فخلقوا أجواء مشابهة لهذا السجن الرهيب الذي كانت تديره أميركا في العراق وارتكبوا انتهاكات فظيعة بحق المدنيين العراقيين.‏

والسؤال المهم الذي يطرح نفسه: الى متى الاستمرار في الإساءة للمعتقلين والسجناء العراقيين والتذرع بأسباب واهية وتسميات مفتعلة ومبررات يسوغها الاحتلال لنفسه ويجعل منها ستارا ومظلة لممارساته اللاأخلاقية؟‏

طبعا الاتهام وجّه لجنود بريطانيين بتكديس سجناء عراقيين فوق بعضهم بعضا وصعقهم بالكهرباء وهذا يعكس ما كان يجري في المعتقل الأميركي الفظيع أبو غريب والذي أطرق له جبين الانسانية خجلا وألماً من الأهوال التي لاقاها المدنيون العراقيون المعتقلون فيه.‏

إن تعرض السجناء العراقيين للإهانة من قبل جنود بريطانيين وتجريدهم من ملابسهم تماما وإهانتهم لدى تصويرهم أمر يجب وضعه في ميزان العقاب والحساب لقطع الطريق على تكرار هذه الممارسات المروعة والتي تسيء لكرامة الانسان.‏

والملفت للانتباه في فضيحة نسخة أبو غريب البريطانية هو اتهام جندية بريطانية بالمساعدة في تعذيب السجناء على المستويين الجسدي والجنسي، ما يدل على وجود متورطات في التعذيب كما حصل في السجون الأميركية.‏

إن نماذج من أساليب التعذيب التي استخدمت من قبل الأميركيين قد تم تكرارها على يد الجنود البريطانيين وتشمل 33 حالة منها الإيهام بالإعدام والترويع بالكلاب البوليسية والإساءات الجسدية وهو أمر أكده محام عراقي يمثل عددا من العراقيين الذين تعرضوا لحالات التعذيب المذكورة.‏

والأمر الآخر المرعب والمحزن في نفس الوقت هو اقتياد الجنود البريطانيين للعراقيين وخاصة الشباب وصغار السن دون سبب يذكر أو وجه حق لقواعدهم العسكرية والطلب منهم الاقتتال فيما بينهم وسط الضحكات التي كانت تتعالى من الجنود والصور التي كانوا يلتقطونها لهم. وفي أكثر الأحوال كانوا يضعونهم فوق بعضهم البعض ويقف الجنود فوق أجسادهم.‏

ما يدعو للاستهجان أيضا أن الإساءة الجنسية أصبحت جزءا من ثقافة التعذيب التي يمارسها الاحتلال على نطاق واسع لكسر إرادة السجناء المعتقلين في وقت يعتبرها الاحتلال سلوكيات مقبولة أو يغضون الطرف عنها.‏

لاشك أن سجن أبو غريب يمثل رمزا للاحتلال الأميركي بالنسبة للسواد الأعظم من العراقيين، لذلك فإن استنساخه مرة أخرى على أيدي الاحتلال البريطاني لابد أن يضيف رموزا أخرى لقائمة المظالم وإهراقا للكرامات العراقية بشكل منقطع النظير، ويعمق جرح أبو غريب لدى العراقيين بصورة لن تنسى على مر السنين.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية