تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شرق أوسط جديد جوهره المقاومة!

دراسات
الخميس 19-11-2009م
نبيل الملاح

جعل العرب السلام خيارهم الاستراتيجي وبعضهم اعتبره الخيار الوحيد، وجاءت المبادرة العربية لتؤكد التزام العرب بالسلام، وهذه المبادرة لم تلق أي اهتمام من الأطراف المعنية بالسلام،

ما وضع الحكومات العربية في حالة حرجة أمام شعوبها فاضطرت إلى التفكير بتحديد مهلة زمنية للالتزام بهذه المبادرة وتصبح بذلك كل الخيارات مطروحة.‏

وأعتقد أن مؤتمر القمة العربية القادم لابد أن يبحث هذه المسألة ويتخذ القرار المناسب بشأنها، وأعتقد أيضاً أنه بات من الضروري وضع رؤية استراتيجية واضحة للأمن القومي العربي في ظل عالم غامض الملامح والتوجهات تلعب فيه الصهيونية العالمية دوراً أساسياً من خلال تأثيرها على القرار الأميركي وخضوع الإدارة في البيت الأبيض لها دون مراعاة قضايا العدل والحق.‏

وفي ضوء ذلك تبقى المقاومة بكافة أشكالها حقاً مشروعاً للشعوب، والمقاومة كفكر وكممارسة تعني التصدي للظلم والعدوان وكل ما يفسد حياة الدول والمجتمعات بدءاً من الممانعة السلمية وصولاً إلى المواجهة المسلحة التي تتولاها الجيوش النظامية والمقاومة الشعبية المسلحة، وهي واجبة حسب الظروف والمعطيات ضمن اطار القرار السياسي الوطني والقومي.‏

ومن هذا المنطلق وبهذا المنطق كان كلام الرئيس بشار الأسد أمام مؤتمر الأحزاب العربية الذي انعقد مؤخراً في دمشق، حيث أكد على بناء شرق أوسط جديد جوهره المقاومة، وقال سيادته: إن الهوية العربية جامع لنا وكلما امتلكنا القوة حصلنا على السلام، ومن الخطأ أن نعتقد أن السلام يأتي من خلال التفاوض بل يأتي من خلال المقاومة، لذلك يجب علينا دعم المقاومة لأننا بذلك ندعم عملية السلام.‏

وأضاف سيادته: إن المقاومة والتفاوض هما محور واحد وكلاهما يهدف لاستعادة الحقوق المشروعة.‏

وبهذه الرؤية تكون صلابة الموقف من المفاوضات وعدم التنازل عن حق من الحقوق شكلاً من أشكال المقاومة، وعلى العرب أن يدركوا أن الزمن في مصلحتهم كما قال الرئيس بشار الأسد.‏

إن كل المعطيات والمؤشرات تؤكد أن تحقيق السلام العادل والشامل الذي يسعى إليه العرب بصدق واخلاص بعيد المنال في ظل عدم استجابة «اسرائيل» لمبادرات السلام وقرارات الشرعية الدولية، وعدم قدرة الادارة الأميركية على الضغط على «اسرائيل»، فهي لم تستطع إلزامها بوقف الاستيطان وهو اجراء شكلي، فكيف تستطيع أن تلزمها بجوهر القضية وأساسها...؟‏

وعلى هذا الأساس على العرب ألا يقفوا منتظرين ويضاعفوا جهودهم لبناء دولهم وتكاملها في اطار الوطن العربي، ولابد ولا بديل عن استكمال المصالحات العربية وفق مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ورؤية الرئيس بشار الأسد.‏

وعلينا أن ننتبه إلى كل ما يجري حولنا كظهور ما يسمى (منظمة فرسان مالطة) إلى العلن تحت شعار الأعمال الخيرية والانسانية.‏

إن صراعنا ليس مع الصهيونية العالمية التي تريد أن تسيطر على العالم أجمع، ودون تغيير فكرها وعقيدتها لن تستقر منطقة الشرق الأوسط. بل لن يستقر العالم بأسره، وعلى «اسرائيل» والصهيونية العالمية أن تدركا أن عدم تحقيق السلام العادل والشامل سيؤدي إلى نمو التنظيمات المتشددة وخلق حالة تداخل بين المقاومة والارهاب من الصعب معالجتها والفصل بينها.‏

أعود وأؤكد على ضرورة احياء التضامن العربي في مواجهة التسويف والمماطلة الاسرائيلية، والحفاظ على العلاقات الأخوية الاستراتيجية مع ايران وتركيا وعدم فتح أي ثغرات في هذه العلاقات.‏

ومن هذا المنطلق كان تأكيد الرئيس بشار الأسد على تكريس الوساطة التركية بين سورية و«اسرائيل» وطلبه من فرنسا والدول الأوروبية دعم هذه الوساطة.‏

وفي ذلك يثبت الرئيس بشار الأسد مرة أخرى مصداقية سورية ومبدئيتها وعدم تخليها عن أصدقائها، وفي الوقت ذاته يثبت جدية سورية في عملية السلام، حيث إن قيام أي دولة أخرى بالوساطة بدلاً من تركيا، سيعيد التفاوض إلى نقطة الصفر، وهذا ما تسعى إليه «اسرائيل» دائماً وأبداً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية