تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«هيبة» التربية

حديـــث الناس
الخميس 19-11-2009م
عبد الله قطيني

بعد مرور عدة سنوات على تطبيق قرار منع الضرب في مدارسنا السؤال الذي يطرح نفسه هل استطاعت المدارس ان تؤدي دورها التربوي على الوجه الامثل؟ وهل الاسلوب الجديد اعطى أُكله؟

بداية وقبل الاجابة اقول وبكل صراحة انني لست من انصار العودة الى استخدام الضرب كأسلوب تربوي كما كان متبعا بالسابق وما نتج عنه من حالات تسرب وجروح نفسية لدى الاطفال كبرت واستمرت معهم.‏

ولكنني مع اعادة استنباط وانتاج طرق واساليب تربوية جديدة لضبط الجيل والعملية التربوية برمتها، تتناسب والحالة السائدة في مجتمعنا وتعيد «الهيبة» لأعضاء السلك التربوي التي نعتقد انها فقدت لعدة اسباب لا مجال لذكرها الان، مؤكدين ان لا تكون هذه الاساليب نسخة مشوهة عما هو متبع من انماط تربوية في الغرب فلكل عاداته وسلوكياته.‏

المعلمون والمدرسون يشتكون من عدم قدرتهم على تنظيم العملية التربوية وضبط التلاميذ والطلاب ويعزون السبب لمنعهم من استخدام (العصا)، وهنا نقول ان (العصا) لا تربي اجيالا تربية حسنة انما يجب ان تترافق الاساليب الجديدة مع الشدة والحزم والتلويح باستخدام علامة السلوك عند احتساب النتيجة النهائية.‏

وحري بنا ان نستعرض الاجواء التي يعيشها ابناؤنا اليوم والتي تختلف عن السابق حيث دخل الانترنت الى معظم بيوتنا واصبح بامكان اي طفل الابحار والدخول الى بعض المواقع التي تشوه تفكيره في وقت مبكر بالاضافة لما يشاهده على الاقنية الفضائية من برامج وافلام تحث على استخدام العنف، وهذا يفسر ذهاب بعضهم الى المدارس وفي جعبتهم ادوات حادة ناهيك بما يتفوهون به من كلمات بذيئة وما يصدر عنهم من سلوكيات مخلة بالاداب العامة.‏

كل ذلك يترافق مع الازدحام الكبير في الشعب الصفية خاصة في محافظة كريف دمشق حيث يتم حشر اكثر من 40 تلميذا في شعبة مصممة لـ 17 تلميذا.‏

ولا بد من التذكير ان الاساليب التربوية الحديثة غير سائدة في معظم بيوتاتنا فالاهل يستخدمون الشدة والحزم مع اطفالهم واحيانا «العصا» اما اسلوب التراخي فأصبح سائدا في معظم مدارسنا ما يشكل تناقضا في تربية الاطفال.‏

بالنتيجة فإن هذه المسألة الهامة والمتعلقة بإعداد الاجيال وبنائهم تحتم علينا اعادة النظر في الاساليب التربوية المتبعة خاصة في المراحل التعليمية الاولى التي تعد الاساس في تشكيل شخصية ابنائنا .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية