وقال الدكتور محمود السيد رئيس لجنة تمكين اللغة العربية ان الحوار والتفاعل صار سمة من سمات العصر الحديث وبالتالي ليس بمقدور أي أمة أن تعيش في عزلة ثقافية مضيفا ان ذلك يتطلب مرونة التفكير وفهم التنوع الثقافي وتقديره واعتماد المنهج العلمي في التفكير.
وأوضح السيد أن الثروة الحقيقية في أي مجتمع هي الانسان الذي لن يكون فاعلا في عملية التنمية والعطاء ان لم يمتلك الثقافة الواعية مشيرا الى أن الوعي الثقافي يعزز القيم الانسانية ويعالج القضايا الكبرى للانسانية من أمية وفقر وبطالة وغيرها.
وقال السيد ان سورية تحترم ثقافات الشعوب وتقدر الابداعات وتؤمن بالحوار على أنه أسلوب حضاري لحل القضايا وصيانة الحقوق واحترامها واستعادتها.
بدورها قالت اليزابيث وايت مديرة المجلس الثقافي البريطاني بسورية: ان أهمية هذا المؤتمر الدولي تكمن في توفيره مساحة واسعة لنخبة من المثقفين في الوطن العربي والعالم لتبادل المعارف والتجارب والافكار حول تطوير الريادة الثقافية مشيرة الى أن دمشق تعطي المؤتمر بعدا اضافيا من خلال مكانتها الثقافية والحضارية.
وقالت مديرة المجلس منظم المؤتمر: انه تم اختيار 35 رائدا قاموا بالتدريب والرصد والمتابعة للتحضير للمؤتمر.
وبدأت فعاليات المؤتمر الذي يستمر يومين بجلسة أولى ترأسها الناقد السوري حسان عباس حول امكانية الوصول الى الثقافة حيث اعتبر أن هذا العنوان من أهم مفاصل العمل الثقافي على المستوى العالمي.
بدوره قدم محمد أمين مؤمن من المغرب عرضا عن مساهمة المراكز الثقافية في النشاطات الثقافية من خلال عرضه لنشاطات مركز مولاي رشيد الثقافي في المغرب مبينا دور المراكز الثقافية في معالجة قضايا المجتمع على تنوعها.
بينما تطرق جريس سماوي من الاردن الى مسألة الارتقاء بالثقافة لتصبح سلوكا ووعيا.
وأشار برندان كيناي من بريطانيا الى ثلاث حالات يمكن من خلالها الولوج للثقافة هي تقدير الفن والحالة التجارية والتنمية الفنية مؤكدا أنه كلما ازداد الولوج الثقافي ازدادت فرص المعرفة وتوسعت افاقها.
في حين تحدث رمزي أبو رضوان من فلسطين عن تجربته كعازف فيولا وتعليمه الاطفال الموسيقا في المخيمات الفلسطينية والصعوبات التي كان يواجهها جراء الممارسات الاسرائيلية مشيرا الى أهمية الموسيقا وتأثيرها الكبير على الاطفال في مساعدتهم على عيش طفولتهم وتعلم مفهوم الوقت.
وتمحورت المداخلات والمناقشات التي دارت بين المشاركين حول أهمية التأسيس لثقافة عربية تهتم بلغة الحوار واحترام ثقافة الآخر اضافة الى ضرورة دعم الثقافة لتكون جزءا من مشاريع التنمية وتخصيصها بميزانيات جيدة.
وتحدث عدد من المشاركين من الاردن وفلسطين والجزائر وتونس عن تجاربهم الشخصية في مجالات ثقافية معينة كالموسيقا والتشكيل مع التركيز على الجوانب الايجابية والصعوبات التي اعترضتهم وكيفية تجاوزها.