تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«بريكس» تلتفت إلى الفقراء

اقتصاد عربي دولي
الأثنين 9-4-2012
إعداد- ميساء العلي

الكثير من الطموحات حملها البيان الختامي لقمة مجموعة البريكس الخامسة، والذي حمل اسم إعلان نيودلهي، حيث تشكل دول تلك المجموعة نحو نصف سكان العالم، وبناتج إجمالي يصل إلى 14 ألف مليار دولار.

بكل الأحوال، فقد جاء البيان الختامي «لتفادي الأزمات المالية العالمية»والقيام بإصلاحات حيوية تمس صندوق النقد الدولي وتدوير عجلة الإنتاج في الاقتصاديات الناشئة، وتفادي خلق سيولة زائدة في النظام المالي العالمي.‏

تفادي الأزمات‏

الأهم من هذا وذاك إقرار تلك المجموعة لفكرة إنشاء بنك للتنمية للدول الناشئة، يسمى بنك بريكس(دون أن يحدد بعد حجم تمويله) يتلخص دوره بتمويل مشروعات بنى تحتية للتنمية ليس فقط في هذه الدول بل في كل الدول النامية، مع الإشارة إلى أنه «لن يكون بديلاً عن البنك الدولي» لكنه سيكون منافساً له ولبنك التنمية الآسيوي في تقديم القروض للدول الفقيرة وتعزيز التنمية وخفض معدلات الفقر.‏

مستوى طموح يسمح لدول المجموعة، التي كانت معظمها فقيرة وأصبحت اليوم تمثل ما نسبته 18 % من اجمالي الناتج العالمي، ان تستخدم البنك على المدى الطويل كأداة للإقراض خلال الأزمات المالية العالمية، مثل أزمة الديون الأوروبية الحالية.‏

الجانب الإنساني برز واضحاً في قمة مجموعة البريكس وعلى لسان الرئيس الروسي مدفيديف حين قال «ستعمل المجموعة من أجل دفع الاقتصاد العالمي نحو النمو الثابت والمتوازن، وستساعد على إنجاز مرحلة الإصلاحات في صندوق النقد الدولي» مع الإشارة إلى ضرورة رفع المستوى الاقتصادي للدول ذات الاقتصاديات الصاعدة وحتى النامية، وهي بذلك مؤشر لحل مشكلة الفقر، خاصة إذا ما علمنا أن الثروات الطبيعية لبلدان مجموعة البريكس ستساهم في تنمية ليس اقتصاديات دول المجموعة بل الاقتصاد العالمي.‏

مجموعة البريكس المؤلفة من خمس دول هي (روسيا – الهند – الصين – البرازيل – جنوب إفريقيا) ترتبط فيما بينها بعلاقات ثنائية تطورت شيئاً فشيئاً حتى بلغ حجم التبادل التجاري بين دول المجموعة نحو230 مليار دولار مشكلة نسبة 8% من حجم التجارة العالمية، بحسب أرقام عام 2010.‏

وتائر التبادل البيني‏

ورافق ذلك نمو في التبادل البيني، فعلى سبيل المثال وصل حجم التجارة البينية بين الهند والصين إلى نحو 60 مليار دولار في هذه السنة المالية، وهناك اتفاق على رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين ليصل إلى مئة مليار دولار بحلول عام 2015.‏

في حين زاد حجم التجارة البينية بين روسيا والصين بنسبة 154% على أساس سنوي ليصل إلى 99.18 مليار دولار أميركي العام الماضي.وتهدف الصين وروسيا إلى زيادة حجم تجارتهما الثنائية إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2015 وإلى 200 مليار دولار بحلول عام 2020.‏

بالمقابل تشرع كل من روسيا والهند في إجراء تعاملاتهما التجارية بعملتيهما المحليتين في غضون ثلاث سنوات، وذلك في مسعى «للانفكاك من تقلبات العملة الأميركية الدولار».‏

الجدير ذكره أن كلمة بريكس ابتكرها خبير اقتصادي في العام 2001 في مصرف «غولد مان ساكس»الأميركي وهي الأحرف الخمسة الأولى للدول المؤلفة للمجموعة، والتي تشترك في تحقيقها نمواً اقتصادياً قوياً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية