تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في الأفق .. تحالف دولي مهم بقيادة روسيا!

لوموند
ترجمة
الأثنين 9-4-2012
ترجمة: سهيلة حمامة

مازالت كل من روسيا والصين، الدولتين السيادتين والمستقلتين تلوحان بحق النقض «الفيتو» في وجه كل تدخل عسكري ودولي ومباشر في سورية لإسقاط النظام فيها، مع رفضهما القاطع أيضاً لأي تدخل غير مباشر عبر الإكثار من الضغوطات الدبلوماسية والتهديدات المالية الخطرة وفرض عقوبات تخص مصادر الطاقة في هذا البلد العربي.

كمايرى الجانبان الروسي والصيني أن جميع التدابير الغربية والعربية منها «لشلّ» السلطة السياسية في سورية إنما توصف «بالعمل اللاشرعي، والمقوّض» خصوصاً أنها اتُخذت خارج إطار الأمم المتحدة، تماماً كما كان حال العقوبات الغربية على النفط الإيراني.‏

المتتبع للأمور لابد أن يلحظ بقوة أن أحد أهداف الحملة الغربية على سورية هو إضعاف عملتها المتداولة أكثر من سعيها لإلقاء قنابل من الطائرات.. ولنتذكر على الدوام أن روسيا والصين تتمتعان بالمنزلة نفسها للتحالف الدولي المتكتّل والمرابط على الحدود السورية (علماً أنه تحالف وهمي بامتياز!).‏

ولعل تسابق الغرب للإفراط بالعقوبات على «سورية» أصبح وضعاً راهناً ولكن وصول العقوبات لدرجة التكّلف والتصنّع باتت تشكل أحد التحديات المهمة في إطار معالجة القضايا ذات الشأن والمتعلقة بالسلم والأمن الدوليين.‏

وزيرخارجية روسيا، سيرغي لافروف، لعب دور الجندي القديم المجرّب في الدبلوماسيةحين لجأ لتوجيه كلمة قاسية للغرب تقول: «لقد سبق وأن قمتم بمحاصرتنا في ليبيا بقصف بناها التحتية وشعبها المسالم بذريعة «مسؤولية حماية المدنيين» لكن هذا الأمر لن يتكرر مرة أخرى على الأراضي السورية،وإننا نلقي باللائمة على المجتمع الدولي بما حصل وبماتؤول إليه الأمور في ليبيا..‏

ثمة ارتياح لدى الجانب الروسي لجهة تمتع السلطات السورية بالإشراف المطلق على توجيه وتسيير القوافل المحملة بالأدوية، مع تسليمه بأن أي قصف لهذه القوافل في أي وقت لاينبغي بأن يُتخذ بأي حال من الأحوال ذريعة لتدخل عسكري غربي.‏

في صيف 2011 حاولت روسيا إجراء تسوية مع أميركا حول الملف النووي الإيراني من غير تحقيق نتائج حاسمة مع ذلك، في هذه الآونة يجد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أملاً لإعادة إطلاق مفاوضات بهذا الخصوص.. وفي المقابل مضى الرئيس الأميركي باراك أوباما المشغول بالهرولة نحو رئاسة أميركية ثانية يتطلع إليها يضاعف مشاوراته بين إيران والقوى الكبرى وذلك لتقليص خطورة السيناريو العسكري المحتمل ضد هذه الجمهورية الإسلامية.‏

كما بوسع روسيا عند الضرورة تعزيز الجبهة الإيرانية في مواجهة الغرب ولاسيما أن لها مكاسب مباشرة من ارتفاع سعر النفط وبالتالي سهولة تسويق احتياطاتها من الغاز باتجاه القارة العجوز.. هذه اللعبة قد لاتروق للصين وخاصة أنها منخرطة وملتزمة بعملية سياسية طويلةفي هذه السنة الجارية..‏

إيران، وكما نعلم مشغولة اليوم بمغازلة كوريا الشمالية بينما تسعى الأخيرة الناسكة والمتصوفة لعقد اتفاقات مع الولايات المتحدة لنجد الصين بدورها تسرع وبشكل فجائي لإعطاء الضوء الأخضر لمساعدات إنسانية إلى الحكومة السورية وشعبها، إنها أزمات تبدو في الواقع غاية في التعقيد والتشابك والغموض؟ .‏

 بقلم: ناتالي نوغايريد‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية