تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سورية .. وتصفية حسابات الغرب في المنطقة

عن موقع :Counter punch
ترجمة
الأثنين 9-4-2012
ترجمة : حنان علي

بالإجماع و لأول مرة صوت خمسة عشر عضوا في مجلس الأمن الدولي ، على القرار حول سورية ، مطالباً التوصل إلى تسوية دبلوماسية، و الامتثال لخطة مكونة من ست نقاط كان كوفي أنان قد قدمها للأمم المتحدة ، ووافق عليها الرئيس بشار الأسد.

تم إدراج هذه العملية الدبلوماسية «كبيان رئاسي»، وليس كقرار في المجلس. والفرق بينهما هو أن الأول يتطلب دعما بالإجماع من المجلس، وهو غير ملزم. وكان البيان قد أشار إلى «اتخاذ المزيد من الخطوات » التي لم يتم تحديدها ، و التي لا تتضمن بالضرورة العمل العسكري بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.‏

كما أعرب البيان الرئاسي عن: «بالغ القلق إزاء الأوضاع في سورية، و تضمن الاقتراح الروسي إدانة هجمات منتصف آذار على منشآت الحكومة السورية في دمشق و حلب، واصفا إياها بأعمال إرهابية ، بدلا من وصفها ب«مقاومة»، كما أرادت بعض الدول الغربية .‏

كان القصد من هذه العملية في مجلس الأمن الدولي، و التي لم يُستعمل فيها النقض هذه المرة من جانب روسيا والصين، هو التوصل إلى اتفاق لإقرار خطة كوفي أنان، التي تبدأ مع وقف إطلاق النار، وتتوج في عملية السلام مطالبة بتوحد جميع الأطراف . مثل هذه الخطة، التي حرصت على تجنب إجراءات مشددة ضد سورية بدقة ، و تجنبت تبادل الاتهامات بعناية،كانت تهدف إلى تحقيق التوازن بين وجهة النظر السورية ، المدعومة من قبل روسيا والصين، من جهة، وبين مواقف الولايات المتحدة، وحلفائها.‏

هذا النوع من تسوية الصراعات والجمع بين المحلية والإقليمية والدولية هوعملية مرهقة ومعقدة. فعلى الرغم من أن ليبيا لديها بعض السمات المشابهة للوضع السوري، إلا أن ليبيا ليست سورية. فليبيا ليس لديها طبقة وسطى، ولا مجتمعها متطور كتطور المجتمع السوري. سورية، من جهة أخرى، هي دولة حديثة تلعب دورا رائدا في منطقة الشرق الأوسط، وتُعتبر مركزا للقومية العربية. وكان لديها شبكة من التحالفات الإقليمية الحاسمة بما في ذلك الاتحاد السوفياتي . وفي وقت لاحق روسيا والصين وإيران وحزب الله.‏

ليس الصراع في سورية وحده معقدا ، ولكنه الوضع الإقليمي والعالمي بحد ذاته . سورية هي مركز الحرب الباردة، لا تختلف عن تلك التي سادت خلال النصف الثاني من القرن الماضي. يتألف التحالف الاقليمي مع سورية من إيران وحزب الله وبعض العناصر اللبنانية، وروسيا، والصين. يواجهها في الجبهة المقابلة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر وإسرائيل والاردن. و هذه التحالفات لاتنفصل عن بعضها البعض لأن التحالفات ، في الوقت الحاضر، تعكس المصالح الحالية ، التي يمكن أن ينظر إليها على أنها محاولة لتسوية المنافسة المستمرة و تنسيق السيطرة والهيمنة ، إن لم يكن إعادة الاستعمار على الأرجح، في ليبيا، سورية، البحرين، اليمن، والعراق. و قد أعربت وزيرة الخارجية السابقة في الولايات المتحدة ، كوندوليزا رايس ، عن تفاؤلها عندما قدمت بيانها الشهير حول الشرق الأوسط الجديد الناشئ، و كان إعلانا عن قيام منطقة خاضعة لهيمنة الولايات المتحدة وإسرائيل تتوقف فيها سورية عن مناهضة الاستعمار ، وتلغي دورها كعنوان للقومية العربية.‏

وبالتالي، فإن الأزمات المستمرة في سورية، ، تحت ذريعة حقوق الإنسان، تمثل محاولة لتصفية حسابات سابقة مع الحليف المقرب لسورية، حزب الله الذي لن يُسمح له بالذهاب بعيدا بعد الانتصار العسكري الواضح على اسرائيل في عام 2006؛ و لن تنجو التحالفات مع سورية من العواقب المفترضة في صيغة رايس ل «الشرق الأوسط الجديد » ، لا سيما في أعقاب الأحداث في مصر وتونس. هذه الثورات الرخوة في الشرق الأوسط التي تصب تدريجياً في بحيرة أميركية.‏

في عصر تتراجع فيه اقتصاديات العالم الانغلوساكسوني، مع صعوبة الحفاظ على النظم الاستعمارية الجديدة في الشرق الأوسط . ستعتمد هذه الاقتصاديات على دعم حلف شمال الاطلسي للثورات المضادة ، وبالمقابل التمكين الدائم للعملاء الأميركيين في المنطقة ، مثل المملكة العربية السعودية وقطر و اسرائيل بعيدا عن مد ما يسمى بالربيع في العالم العربي في ظل التوقعات المتزايدة لشعوب الخليج بالتضحية من أجل قيام نظام حكم ديمقراطي في بلادهم غير محدود وغير مقيد.‏

 الأستاذ المستشار في العلوم السياسية في جامعة دارتموث في ولاية ماساشوستس.‏

 بقلم: نصير عاروري ‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية