|
|
شريك حقيقي عين المجتمع ويبدو أن عمل المرأة في القطاع الصناعي ربما تعود أهميته لمدى تأثره وتأثيره بالبنية الاجتماعية بمستوياتها كافة بشكل عام وعلى المرأة نفسها بشكل خاص. فالمرأة التي تعمل في المصنع بيدها وتتعرض للانخراط في طاحونة العمل الصناعي الذي يتطلب مجهوداً وساعات عمل، وعلاقات تتباين عن تلك التي يتطلبها عمل المرأة في المكتب مثلاً، وبالتالي لابد لتلك المرأة أن تحظى باهتمام كبير لما يتركه عملها من آثار على العادات والتقاليد والعقلية الاجتماعية في المجتمع بشكل عام وعلى المرأة بشكل خاص. فالتصنيع على سبيل المثال وحسب الدراسات المحلية يتطلب علاقات اجتماعية تتناسب والواقع الذي يرتبط به كما يتطلب عقلية صناعية تفرضها طبيعة العمل الصناعي على المجتمع. بمعنى أن هذا المجتمع الصناعي يتطلب فيما يتطلب حجماً معيناً للأسرة لا يتواءم وحجم الأسرة الممتدة أو المركبة وعلى هذا لابد من دراسة آثار التصنيع على المجتمع في محورين أساسيين وفق ما أشارت إليه دراسة ميدانية ترصد الخصائص الاقتصادية والاجتماعية وواقع المرأة العاملة في سورية. الأول يتمثل في تحرير المرأة الذي يرتبط بمؤشرات عديدة منها حريتها باتخاذ القرارات في نطاق المساهمة في دخل الأسرة واختيار الشريك والمشاركة بنفقات الأسرة وتربية الأولاد وتحديد العدد المرغوب منهم إلى جانب انخراطها الفعال في جميع مستويات الحياة والذي يرتبط بوعيها الاجتماعي والسياسي, فيما الأمر الثاني يتمثل بالتغيير والتحول الاجتماعي الذي يرتبط بمستويات عديدة أيضاً منها تقبل المجتمع لمشاركة المرأة الرجل في الأعمال الانتاجية ونظرته لها وطبيعة الوفاق والظروف الموضوعية التي يؤمنها دخول المرأة العمل واستمرارها فيه من خلال رصد العقبات التي تقف في طريقها وموقف الرجل نفسه من عمل المرأة سواء أكان زوجاً أم أباً أو أخاً ومدى تأثره بالمعطيات المجتمعية التي تفرزها البوتقة الصناعية.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
