تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من أجل حماية التنوع الحيوي... لابد من استقرار المنظومة المعقدة من السلالات والشبكات الغذائية

مجتمع
الأثنين 9-4-2012
متابعة ناديا سعود

تأتي مكانة سورية وأهميتها عبر التاريخ، نتيجة موقعها المتميز بين قارات العالم من جهة، وبيئتها الحية المتنوعة من جهة ثانية، ما شكل نموذجاً متنوعاً من المخلوقات، ولعل النسر السوري الذي حلق في سماء سورية،

احتل موقعا مميزا”في ذاكرة الوطن واسطورة سورية بامتياز، تناقلتها الحضارات المتعاقبة، فالنسر السوري على قمة هرم التسلسل البيئي، ما يظهر أهميته البيئية في التوازن الحيوي، واستقرار المنظومة المعقدة من السلالات والشبكات الغذائية التي يربطها.وقد وجدت وزارة الدولة لشؤون البيئة، ضرورة ملحة للتعريف بهذا الطائر الهام، فأقامت مشروعاً خاصاً له، يعرف الناس به، والبيئة الطبيعية التي يعيش فيها، والأماكن التي يهاجر إليها، وموائله، وطريقة حياته، ودوره في السلاسل والشبكات الغذائية، إضافة إلى الدعوة لحمايته، وحماية موائله، ونقاط عبوره عبر الأراضي السورية، وعدم تخريبها.‏

الدكتورة كوكب الداية وزيرة الدولة لشؤون البيئة أكدت على أهمية التنوع الحيوي الذي تتوزع فيه الكائنات الحية ضمن سلاسل وشبكات، تربعت على قمتها أنواع محددة كان منها النسر كواحد من الطيور الجارحة، وعلى الرغم من ارتباط النسر السوري بتراثنا الزاخر إلا أننا وللأسف الشديد لم نعر اهتماما كبيرا بذلك الطائر الحي الذي لا يزال ومنذ عشرات الآلاف من السنين يطير في سمائنا محلقا يحاول أن يثبت لنا ما أمكنه أنه قادر على البقاء يتحدى الانقراض.في هذا العام نحاول أن نستعير من هذا الطائر صفة التجدد لنحاول أن نعيد إلى النسر السوري ألقه الذي تميز به عبر التاريخ،. فقد وجدنا من الضروري أن نطلق العنان لعلمائنا ومفكرينا وفنانينا ليعملوا معا على تحريض الابداعات الانسانية للتحضير لعمل متكامل يوثق بشكل أكبر وأوسع حياة الطائر السوري ويساهم في حمايته.‏

وبينت الدكتورة كوكب الداية أهمية صدور قانون البيئة الجديد في 29/3/2012 الذي يمثل نقلة نوعية في إطار العمل البيئي من حيث منح مزيد من الصلاحيات للسلطات البيئية في الأطر القانونية والمؤسساتية والمجتمعية بما يوازي ويفوق أحيانا المعايير المتبعة في العديد من الدول المتقدمة.‏

أهمية الحملة‏

ويرى الدكتور دارام الطباع رئيس جمعية مشروع حماية الحيوان: أن هذه الحملة في غاية الأهمية،فالتنوع الحيوي في سورية كنز نكتشفه يوماً بعد يوم، واطلاق هذا النوع من الحملات الوطنية لحماية التنوع الحيوي يرتبط بتاريخ وتراث هذا الوطن،لذلك فالحملة الأولى يجب أن يكون لها وقع كبير،فاختيار النسر السوري موفق كونه طائراً يرتبط بتراث وثقافة وأدب وفن الشعب السوري،نتحدث عنه في حياتنا اليومية نستعمله في النقود نراه على رؤوس الضباط ونراه في الأماكن العامة، إضافة إلى أنه طائر يطير في السماء، وهناك الكثير من الأساطير حوله، وللأسف هناك من يستغل هذا الطائر من خلال تحنيطه وصيده وبيعه، وبالتالي تعريضه لخطر الانقراض،بالاضافة إلى أن معارف الجمهور السوري عن هذا الطائر قليلة.‏

الإجراءات المتبعة‏

وحول الاجراءات المتبعة لحماية النسر السوري يقول الدكتور دارام الطباع: إن وزارة الدولة لشؤون البيئة قامت مشكورة بإعداد مجموعة من الاجراءات التي تساهم في حماية هذا الطائر، من أهمها اطلاق هذه الحملة والتعريف بأهمية هذا الطائر، من خلال مسابقات فنية وأدبية وتراثية وعلمية،وحملات ضمن وسائل الاعلام، ليكون هذا الطائر على مدى عام مجال اهتمام،وهذه الحملة تساهم في دفع الجمعيات البيئية للقيام بأنشطة مماثلة لدعم أماكن تواجد الطير السوري والتعريف به، وسيكون في نهاية هذا العام مجموعة كبيرة من الأبحاث والدراسات والاجراءات التي تؤكد أن هذا الطائر مازال موجودا.‏

التنوع الحيوي‏

يقول المهندس بلال الحايك مدير التنوع الحيوي والأراضي والمحميات:أن التنوع الحيوي يعتبر أحد الموارد الطبيعية الهامة في العالم وفي الأخص الجمهورية العربية السورية، حيث تتميز نتيجة تنوعها المناخي، بتوفر الموائل المختلفة لأكثر الأنواع الحيوانية والنباتية، حيث تقدر الأنواع النباتية والحيوانية الموجودة على أرض سورية سبعة آلاف ومئتي نوع، والطيور الجارحة بالذات تتميز بأنها تقع على قمة هرم السلسلة الغذائية،اذ لها دور كبير في عملية التوازن البيولوجي في المنطقة، لكنها تتعرض لأخطار كبيرة، فالخطر الأساسي الذي يهددها، هو الصيد و زيادة عملية الصيد، أدى إلى تناقص كبير في أعداد الطيور وخاصة الجارحة، ومن ضمنها النسر السوري، وقد أشارت الدراسات الحديثة إلى أن هناك سبعين ألف فرد على مستوى العالم، وهذا رقم قليل على مستوى العالم، ولذلك سعيا من الجمهورية العربية السورية ووزارة الدولة لشؤون البيئة، عملت الدولة على الانضمام إلى اتفاقية دولية تنظم عملية الاتجار بالكائنات الحية المهددة بالانقراض، النباتية منها والحيوانية، لكن نتيجة خصوصية النسر السوري ضمن الجمهورية العربية السورية وارتباطه بالمواطن السوري ووطنيته واتخاذه منه شعارا له منذ القدم،وايمانا بالأخطار التي يتعرض لها تم اطلاق الحملة الوطنية لحماية النسر السوري راجين المشاركة مع المجتمعات المحلية ومع الصيادين ومع كل الفعاليات والجهات المعنية.‏

أسباب الحملة‏

الدكتور أكرم عيسى درويش مستشار وزير البيئة لشؤون التنوع الحيوي والمحميات،يرى أن سبب هذه الحملة هو تعريف المجتمع بكافة شرائحه، بمكونات التنوع الحيوي السوري في النظم البيئية وأهميتها، لأن هذه النظم تتكون من أنواع، والنسر السوري يعلوها من حيث أنه يعلو سلسلة تطور الطيور التي تلعب دورا هاما في التوازن البيئي، فهو يعلو سلسلة تطور الطيور وله دور في النظام البيئي، صحيح أن لكل كائن حي دوره ولكن الطيور الجارحة، لها دور أكبر في الحفاظ على التوازن البيئي بين الكائنات، اضافة إلى أن النسر السوري هو رمز من الرموز المرتبطة بالشعب السوري والحضارات التي عاشت على الأرض السورية. لذلك يتخذ كشعار في العملات والأعلام وعلى قبعات الجيش والرتب العسكرية، ولكن تركيزنا عليه لاجتماع قضيتين، القضية البيئية ومن ثم القضية التاريخية والتراثية والأخلاقية إضافة إلى أنه يرمز إلى القوة والجبروت.‏

دلالاته :‏

المهندس محمود حيدر مدير الدراسات والمعلوماتية لوزارة الدولة لشؤون البيئة يرى أن هذه الحملة التي تقوم بها الوزارة بالإضافة إلى جوانبها البيئية ، لها دلالاتها الأخرى فوجود النسر السوري الذي يعتبرميراثاً تاريخياً وحضارياً للإنسان السوري الذي عاش على هذه الأرض دليل على سلامة البيئة وتنوعها ،بالإضافة إلى دلالة النسر السوري لدى الفنانين والشعراء وأصحاب الملاحم والأساطير المتعاقبة، وقد اتخذ منه رمز لكثير من الامبراطوريات والدول.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية