تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


(حصان الحرب) دفء وسط وحشة الحرب

سينما
الأثنين 9-4-2012
رنده القاسم

لحظة بداية فيلم (حصان الحرب-War Horse ) تشعر أنك أمام إبداع غير عادي، بموسيقاه بمشاهدة الطبيعة الاستثنائية و بدقائق عشر أولى تمضي دون أي حوار، تصور وبكثير من الشفافية ولادة حصان،

بينما الفتى (ألبيرت) يراقب عن بعد بحب يستمر مع نمو الحصان ومن ثم حرمانه من أمه و بيعه في المزاد العلني . وهناك في المزاد كانت المعركة غير المتكافئة بين إقطاعي ثري و تيد (بيتر مولان) الفقير الذي شعر بأن شيئاً ما يميز هذا الحصان، ما دفعه و بنوع من التحدي إلى الاستمرار بالمزاد حتى وصوله إلى مبلغ مرتفع جدا، استدانه من الثري على اساس تسديده مع حلول الخريف . و مع عودة تيد إلى منزله نكتشف أنه والد الفتى ألبيرت الذي تعهد، وسط غضب أمه روز (اميلي واتسون)، بتربية الحصان مطلقاً عليه اسم جوي.‏

تنشأ علاقة غاية في الرقة بين الفتى و حصانه، لدرجة كان أحياناً يناديه بأخي، يروضه و يدربه و يعلمه الحراثة غير أن الطبيعة تقف بالمرصاد ، فيقضي المطر على المحصول و يحين الخريف دون سداد الدين المستحق، ما يدفع تيد إلى بيع الحصان لضابط في الجيش يذهب به إلى فرنسا مشاركاً بالحرب العالمية الأولى، و يفترق الصديقان مع وعد من ألبيرت باللقاء مهما طال الزمن.‏

إنها الحرب التي يشهد (جوي) قهرها ، و يحاول الفيلم التقاط لحظات إنسانية فيها تعمق الشعور بقبحها و ظلمها. فنرى الجنود المجبرين على خوضها في لحظات خوفهم و حزنهم و حبهم. و ربما أجمل اللحظات هي تلك التي دارت في النقطة الفاصلة بين خندقين للعدوين الألماني و البريطاني، اذ يسقط (جوي) ملتفاً بالأسلاك الشائكة، و في وقت واحد يقرر جندي من كل خندق انقاذ هذا الكائن، وهناك وتحت قبة السماء المثلجة ينزع الاثنان قبعتيهما اللتين تميزان جنسيتيهما فيغدوان مجرد كائنين بشريين أمام كائن آخر أظهر الفيلم كم يحمل مثلنا مشاعر حب و حزن و اخلاص . يدور حوار بينهما ، إنسان لإنسان لا جندي لجندي، و يفترقان بعد إنقاذ الحصان، و يعودان إدراجهما إلى الحقيقة المؤلمة داخل خنادق الموت . الفيلم من إخراج ستيفن سبيلبيرغ و هو مقتبس عن رواية للأطفال حملت الاسم ذاته بقلم الكاتب البريطاني مايكل موربورغو، و رشح الفيلم لجوائز عديدة منها غولدن غلوب و بافتا. إنه فيلم تتميز لقطاته و تفاصيله بغنى بالمعاني و الدلالات ، و يحملك إلى عالم لا يمكن أن يغادرك بسهولة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية