تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


« حارة سد..»..واقــع بـأحـــلام مـؤجـلـــة

سينما
الأثنين 9-4-2012
مانيا معروف

«حارة سد» قد يكون العنوان إشكالياً قليلاً لفيلم سينمائي قصير مدته عشرون دقيقة.. بدأت كاميرا المخرج غطفان غنوم مؤخراً، بالدخول إلى تلك الحارة التي اختارها في أحد أحياء سوق ساروجة العتيق،

حارة لاتفضي إلى شيء، فماذا كان يحمل هذا المشروع من رؤى وفضاءات لغنوم ليقوم أيضاً بتأليف نص الفيلم... ويزاوج بين حالة إخراجية وكتابية، ربما يجمع فيها كل ما يريد إيصاله عبر حدوتة يومية حياتية نعيشها فهل منا من لم يصل في مكان أو حارة أو أمنيات إلى سد لا تتجاوزه إلا الأحلام والأمل مدخل ( حارة سد) بينما كاميرا المخرج تتهيأ لأحد المشاهد، ويعطي شارة البدء...‏

وتبدأ الحكاية بعين مخرجها وأداء ممثلها فيقول المخرج : نحن نعيش في مدينة دمشق التي أرى أنها أصبحت حالياً - نوعاً ما- مدينة مغلقة على نفسها ثقافياً، ولا شيء يفضي إلى شيء، كل شخصيات هذا الفيلم في علاقة إشكالية مع هذه المدينة بأماكنها وحاراتها وشوارعها، في الفيلم شخصيتان محوريتان هما سرور وفرحان، إسمان يدلان على الفرح، ولكن يفتقدانه ويلتقيان بمحض الصدفة ولكل منهما مشكلاته الحياتية الخاصة، يقررا قضاء ليلة كاملة في شوارع دمشق، ويختماها لحين بزوغ الشمس على جبل قاسيون، نتيجة هذا التعارف، كل منهما يؤثر بالآخر، تتغير فلسفتهما، فهما من جيلين مختلفين، ومن ثم تتلاحق الأحداث والحكايات.‏

يقول غنوم عن تجربته الإخراجية الأولى مع المؤسسة العامة للسينما:( السينما لها وضع مختلف عن التلفزيون، السينما في الفيلم القصير تكون الحالة مكثفة).‏

أما تكثيف قصة أو حكاية في عشرين دقيقة فيقول عنها: الحالة تشبه كتابة الشعر في قصيدة الرؤية تكون واضحة تماماً في ذهن الكاتب، الفيلم القصير يشبه الفيلم الطويل، هو قصة لها بداية ونهاية وأبطال ومبررات الشخصيات موجودة.‏

أما عن رؤية تواجد الفيلم السوري القصير على الساحة السينمائية فيقول: الفيلم السوري القصير مظلوم فهو يعامل معاملة التجربة وكأنه بطاقة مرور المخرج نحو الفيلم الطويل وهذا حسب رأي ليس منطقياً،في الدول الغربية وبعض الدول العربية هناك مهرجانات وتظاهرات خاصة بالفيلم القصير وترصد له الجوائز والتصنيفات...‏

جمعت في فيلمك حارة سد بين الإخراج والتأليف... حدثنا عن هذه المواءمة بينهما..؟‏

في دراسة الإخراج هناك مادة تدرس للطلاب عند كتاب السيناريو، وبمقدرة أي مخرج إذا أراد أن يجمع بين التأليف والإخراج..... في حال تواجد الفكرة والمقدرة على صياغتها كتابياً... تجربتي الكتابية في فيلم حارة سد... النص كتبته منذ ثلاث سنوات وهو هاجس شخصي يلامسني عبر علاقتي بالمدينة، أحياناً يكون المخرج المؤلف لعمله أكثر قدرة على التعبير عما يريده.‏

حالة البحث عن المكان المناسب.... أو خيارات الأمكنة كيف تتم لدى المخرج..؟‏

يبدأ المخرج حالة بحث واستقصاء عن أماكن تتطابق مع مايريده... والحارات الشامية تفي بالغرض الذي أردته.... هناك بعض الحارات الدمشقية المغلقة والتي لا تفضي إلى مكان آخر... حالياً ربما بعضها انفتح على المدينة الجديدة... هذه الحارات المغلقة تمثل بالنسبة لي حالة أو تحمل رمزية... جيل شاب كامل يبحث عن فرصة في الحياة العملية والدراسية.. لدينا مواهب كثيرة لا تستطيع أن تعبر عن نفسها تصطدم دائماً بسد أو حاجز ما.‏

من هنا يلجؤون لهواجس أخرى، الفرح هو طريق الإبداع والفيلم في نهايته يحمل مقولة على لسان شخصية«فرحان» مفادها:« الحياة حلوة والشمس رح تضل تطلع وكل لحظة نعيشها هي وزننا الحقيقي» فرحان وسرور إسمان بمفهومنا الشعبي « لكل امرئ من اسمه نصيب» ليس دقيقاً بمفهومه أحياناً فالواقع والحياة يكونا أقسى على المرء.‏

أما الممثل الشاب معتصم نهار فيتحدث عن دوره في الفيلم بالقول: أقوم بأداء شخصية سرور الذي يهوى ويعشق الرسم ، فهو لم يدرسه أكاديمياً يغرم بفتاة من بيئته، ولكن بينهما إشكالية دائمة، يختلفان باستمرار، ومن ثم يعودان، سرور يصل في آخر المطاف لقرار نهاية هذه العلاقة بقناعة تامة، سرور إنسان حالم يأتيه في الحلم مارد ويتكرر ذلك كل ليلة في حلمه الأخير يختلف المشهد، فيرى أنه يقوم بوزن نفسه على ميزان في الشارع، ويكتشف أنه بلا وزن مادي جسدي، وفي علم تفسير الأحلام هي دلالة على البحث عن شخص تحبه... لن أغوص أكثر في تفاصيل الشخصية أو الفيلم ليبقى جزء منه للمشاهد...‏

يذكر أن الفيلم من بطولة: معتصم نهار، عدنان عبد الجليل، إيناس زريق، والطفل عبد الله عثمان وآخرون...« حارة سد» من تأليف وإخراج غطفان غنوم، إنتاج المؤسسة العامة للسينما.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية