«الثورة» كانت هناك والتقت عدداً من المواطنين المتواجدين :
أبو أحمد جلس يحتسي القهوة مع عائلته في أحد المقاهي المطلة على نهر بردى قال لنا: أحب اجواء الربيع وأفضل قضاء أيام العطل هنا منذ عشرات السنين واليوم كما ترون أجواء الأنس والألفة تطغى على المكان، والناس بدأت تعود للخروج والتنزه بعد أن بدأت أجواء الأمن والامان تسود في مختلف مناطق القطر.
أما محمد الشربجي فقد جاء مع شلة المدرسة كما يسميها لقضاء الوقت مع أصدقاء الدراسة وشرب الأركيلية على صوت هدير نهر بردى ولعب الورق في محاولة للهروب من ضغوط الأجواء الدراسية كما اخبرنا لشحذ الهمة للدراسة والحفظ استعداداً لامتحانات الشهادة الثانوية.
رجاء لم تخف هواجسها التي زرعت في رأسها من قبل التحريض المستمر من وسائل الاعلام المغرضة والتهويل بما يحدث في مناطق واحياء مختلف المحافظات في القطر وأنها كانت تخشى من الخروج للتنزه الا ان الصورة الان قد تغيرت تماماً و ها هي اليوم مع صديقات الدراسة في كلية الحقوق يجلسن وسلسلة الاحاديث لا تنتهي حتى وهي تحاورنا.
ربيع السروجي وقف قريباً من ضفة بردى يراقب ابنه ماجد صاحب العشرة أعوام وهو يسبح في بركة صغيرة خلفها الجريان القوي للنهر كون ذلك يشكل خطورة كبيرة في حال تعدى الطفل تلك البركة الى مجرى النهر إلا أنه وكما يقول السيد ربيع ان اصرار ابنه على السباحة دفعه لأن يقبل لكنه لم يتخل عن المراقبة لحركاته، مشيراً إلى أن أجواء اليوم جميلة جداً بوجود هذه الاعداد الكبيرة من العائلات الدمشقية التي تخلت عن هواجس الخوف من الخروج بعد الاشاعات والاكاذيب التي تبثها وسائل الاعلام حول انعدام الامان.