دفعت بحاملات طائراتها وأساطيلها إلى منطقة شرق المتوسط .إن سعي واشنطن إلى توسيع هذا التحالف وحشد كل وسائل التدمير هذه يتناقض مع تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن الهجوم سيكون محدوداً وسيهدف إلى معاقبة دمشق على استخدامها المزعوم للأسلحة الكيميائية في 21 آب الماضي في ريف دمشق .
ورغم أن الحديث عن التدخل الغربي في سورية يحتل مساحة واسعة في وسائل الإعلام الأمريكية ورغم أن هذه الوسائل بدأت تتخيلُ وتضعُ مسبقاً سيناريوهاتٍ مختلفة لهذا العمل العسكري ،إلا أن السؤال الجوهري والذي مازالت الإدارة الأمريكية تتهرب من الإجابة عليه أو حتّى تذكرهُ والذي يعود اليوم ليطرحَ نفسه : ما الأهداف الميدانية التي تريدها واشنطن ؟ ماذا تأمل الإدارة الأمريكية من وراء خوض هذه الحرب ؟!!
شيءٌ واحدٌ يبدو مؤكّداً بالنسبة للمحللين السياسيين ، ألا وهو كون ذلك الإصرار الذي تبديه الإدارة الأمريكية على» معاقبة دمشق» لتجاوزها الخطوط الحمر( التي رسمها الرئيس أوباما ) لا ينبع من منطلق الدفاع عن أيّة مصلحة أمريكية إطلاقاً ،فالرأي العام الأمريكي يعارض وبالأغلبية ضرب سورية هذا هو رأي( أرون دافيد ميلر) المتخصص في قضايا الشرق الأوسط والذي قال في مجلة (FOREIGN POLICY ) إن إدعاء واشنطن بتحملها لمسؤولياتها الدولية و الإنسانية والقانونية وراء ضربها لدمشق لايتوافق مع أيّة مبدأ أو أيّة قيمة أمريكية عليا ولا حتى مع أيّة مصلحة وطنية !!.والكارثة أن أوباما وإدارته يعرفون ذلك تماماً!!!ولكنها دائماً لعبة تحريض الشعوب التي يمارسها القادة الغربيون لإثارة مخاوف مواطنيهم وبالتالي التلاعب بالرأي العام وإجباره على قبول الخيار العسكري !.
ولكن، من جعل من أوباما مخرجاً وبطلاً؟!! ومن طلب منه رسم تلك الخطوط الحمراء ؟!!و من خوّل أوباما شن هجوم على سورية؟ هنا تبرز لعبة الأدلة السرية المزعومة بشأن الهجوم الكيميائي وبالتالي الاتهامات الغربية البعيدة عن المنطق للحكومة السورية !!.لماذا تتجاهل الإدارة الأمريكية حقيقة أن لا مصلحة للحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية بينما هناك من يمتلك هذه المصلحة وبخاصة خلال فترة وجود المفتشين الدوليين؟!!.
«لا يجب استخدام القوة العسكرية تحت ذريعة القيام بعمل ما لحماية مصالحنا في سورية ! «هذا ما كتبه النائب الديمقراطي آدم سميث في مجلة ( the NEWS T RIBUNE)،أما السيناتور الجمهوري راند بول فقال مبدياً دهشته من قرار الرئيس أوباما القيام بعمل عسكري ضد دمشق : «لا يوجد أيّة صلة بين ضرب سورية وبين الأمن القومي للولايات المتحدة !».أما جون بوينر المتحدّث باسم مجلس النواب فقد طلب توضيحات من الرئيس أوباما في رسالته المؤرّخة بتاريخ 28 آب وطلب الإجابة على هذا السؤال : ما النتائج التي ترجو الإدارة الأمريكية الحصول عليها من هذه الهجمات العسكرية ؟!!.
الصحفي الأمريكي واين ماديسن قال إنها ليست المرة الأولى التي يسعى فيها رئيس أمريكي إلى جرّ الولايات المتحدة إلى الحرب وحروب أفغانستان والعراق وليبيا لا زالت ويلاتها مستمرة حتى اليوم، ورأى بأن تحالف واشنطن مع لندن وباريس وبرلين وتل أبيب والقاعدة أيضاً هو سبب هام لهذا التصعيد .
وفي ذات السياق قال الصحفي الأمريكي ستيفن ليندمان إن التدخّل الأمريكي في سورية هو مخطط يعود لعدة سنوات ويهدف إلى قلب الحكومة السورية ذات السيادة واستبدالها بأخرى موالية للغرب .
إضافة لكل ما سبق، يجب أن نعرف أن قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري ما ضد سورية يعني تحقيق شركات الأسلحة الأمريكية (لوبي السلاح) أرباحاً خيالية ( كلفة إطلاق صاروخ واحد من نوع توماهوك هي 1،5 مليون دولار مثلاً )ولذلك وفي هذا الوقت ، ليس مستغرباً أن نرى أوباما وهو الحائز على جائزة نوبل للسلام يضع سورية والشعب السوري على قائمة التدمير والقتل مثلما فعل سلفه بوش عندما دمر العراق وليبيا وقتل شعبيهما تحت ذرائع واهية !!.أوباما يريد إبرام صفقة مع كبرى شركات السلاح : لو كهيد مارتن / بوينغ / رايثون) والتي تشكّل أكبر جماعة ضغط في الولايات المتحدة والمعروفة بسخاء تبرعاتها للنواب وللمرشحين الأمريكيين في الانتخابات التشريعية أم الرئاسية .