وحتى اللحظة لا يزال المبدعون يتوقون إلى الفكر المقاوم الذي يعبّر في جوهره عما هو نبيل وسامٍ لتحقيق كرامة الإنسان وحريته ويؤكدون التزامهم بقضايا مجتمعاتهم وهمومها وطنياً وقومياً وإنسانياً...
جمعة: (لايجوز لأي إنسان أن يتباطأ في الدفاع عن الوطن)
د.حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب أشار إلى أن المقاومة مصطلح قد يكون مرتبطا بأذهان الناس بأنه مصطلح حديث, لكنه هو مصطلح قديم عُرف بألفاظ أخرى على سبيل المثال (الكفاح - النضال الوطني أو القومي - الدعوة إلى الحرية..الخ) أيضاً مصطلح المقاومة عُرف منذ القديم بأسماء شتى كالدفاع عن النفس والذود عن حياض القبيلة وهذا مما تعرض له الجاهليون, لكن الهدف بقي هو هو.
وقال: كيف نقاوم الانحراف والأخطاء ومن ثمة كيف نقوّم الشهوات الداخلية؟ هذه هي المقاومة الأساسية التي تحقق بنية اجتماعية قوية واقتصاداً قوياً وتصوراً سياسياً صحيحاً ودقيقاً في الانتماء إلى الوطن وفي الإيمان بقيم خلقية عالية وفي الإرادة التي تملك التضحية من أجل الدفاع عن الوطن, وعن القيم التي يؤمن بها الإنسان, لذا هذه المقاومة في جدواها لاتتأتى إلا من خلال إرادة الصمود والتحدي والتضحية, ومهما امتلكت الشعوب والأمم والأوطان من قدرات مادية ولم تمتلك إرادة الدفاع لايمكن أن تساوي شيئا.
في هذا الإطار ننظر إلى الإعداد لمواجهة العدو الخارجي الذي يطمع بخيرات بلادنا ويطمع في تحقيق مصالحه من هنا تصبح المقاومة فرض عين على كل مواطن منتم شريف وحر لأنه يدافع ليس فقط عن الوطن فحسب وإنما على كرامة الإنسان ووجوده في أرضه وهذا النمط من المقاومة كفلته كل المبادئ الإنسانية والديانات السماوية ولايجوز لأي إنسان أن يتباطأ في الدفاع عن الوطن..وهنا نستطيع أن نقول يصبح مبدأ الشهادة أو النصر هو المبدأ الذي لاثاني له.
وأضاف جمعة: المقاومة بهذا الفعل واجب وضرورة لأنه مفروض على كل إنسان إعلاء القيمة الحقيقية بالمقاومة والتعبير عن الوفاء للوطن ومن ثم أن يكون القدوة النضالية لما سيأتي بعده وهذا ماعلمنا أياه البطل يوسف العظمة فهو يعلم نه يلاقي الجنرال غورو بجيشه الجرار في موقعة ميسلون وأنه لن يستطيع بإمكاناته المتواضعة أن يواجه هذا الجيش لكنه خرج لكي لايقال أن المحتل الفرنسي دخل البلاد من غير مقاومة هذه هي القيمة التي يؤسسها المقاوم عن وطنه والقيم والمبادئ هذا هو جوهر المقاومة قديماً وحديثاً وحتى الساعة جوهر الدفاع عن كرامة الإنسان وحريته وعن هذا الوجود العزيز الأبي.
وتحدث د.جمعة عن أشكال المقاومة وكان أولها الشكل الوقائي أي أن تعد كل ماينبغي من أجل الدفاع عن النفس والمجتمع والوطن ولابد أن يكون هناك إعداد للجيل وللمجتمع ثقافياً وعسكرياً وسياسياً وإعلاميا.
وهنا نأتي إلى الشكل الإعلامي اليوم لعله من أخطر أنواع الوقاية إذا نجح في ردع العدو إذاً يكون قد جب عن الوطن كثيراً من المخاطر ولذلك نحن نستطيع القول أن العراق سقط إعلامياً قبل أن يسقط عسكرياً وفي معركتنا الحالية الآن ينبغي أن نعد العدة وأن نرسل كل قدراتنا في مختلف الاتجاهات وأن يصل صوتنا من خلال بيان الحقائق الأساسية في أن ما تتعرض له سورية إنما هو عدوان سافر على سيادة دولة وشعب ينبغي أن نبين أن هذا العدوان المستمر هو من أجل القضاء على القطر العربي السوري دولة وجيشاً واقتصاداً وجعله تابعاً للسياسة الغربية..علينا الآن أن نتحلى بإرادة المقاومة وأن لا نألوا جهداً في بيان هذا العدوان وأن نفند الفضائح والأكاذيب التي بني عليها المخطط لغزو سورية والاعتداء عليها... عند ذلك يمكن أن تكون المقاومة بأشكالها الجديدة هي القادرة على ردع العدوان وهذا مانسميه الوقاية وإلّا فما علينا إلا أن نواجه بإرادتنا وعزيمتنا هذا العدوان وأن نقوم بكل مانملك...
إذاً: الأدوات تختلف والسبل تختلف تبعاً للزمان والمكان لكن المقاومة في جوهرها رد للعدوان.
وهنا استدعي من الذاكرة التاريخية دور الشاعر في عصر الجاهلية الذي كان يلعبه في الدفاع عن القبيلة وأضرب مثالاً للشاعر لقيط بن يعمر الإيادي كيف أنه عندما تعرضت قبيلته لعدوان خارجي وهو في بلاد فارس حذّرهم من أن هناك عدواناً وبيّن لهم كيف تكون المواجهة.. من هنا نقول أن كلمة الأديب والمبدع منذ القدم كانت هي الكلمة التي تحمل على عاتقها التوعية والإرشاد والتوضيح أو إبداء الرأي والكلمة اليوم لها تأثير كبير لكن لايجوز لي أن أجلس في برج عاجي وانصح الناس على الأقل إذا لم أستطع أن أحمل السيف أن أكون معهم هم يحملون البندقية وأنا أحمل القلم... اكتب وانتشي بالبطولات والانتصارات.
واختتم جمعة بالقول: نحن المثقفين علينا أن نتعلم من تاريخنا ومَن لم يتعلم من التاريخ كُتب عليه أن يعيره التاريخ بفعلته التي فعلها...
وطننا يتعرض لخطر حقيقي.. وشرف عظيم للجميع أن يدافع عن هذا الوطن لكي يبقى سيداً حراً كريما.
المرجة: (حرب إعلامية شرسة هدفها الكذب والتضليل)
الأديب د.نزار بني المرجة قال: مسؤولية الأدباء والكتّاب في تعزيز ونشر فكر المقاومة تنبع أساساً من دورهم الريادي المفترض أو المتوقع في مجتمعاتهم بصفتهم الشريحة المستنيرة التي تعي أكثر من غيرها المخاطر التي تحيط بالوطن والأمة ومحاولات الآخرين الاعتداء على أرضنا وحقوقنا وتراثنا وتاريخنا وأمام حقيقة كوننا نعيش اليوم بما يسمى الفضاء الإعلامي المسلوح الذي يقوم به أعداؤنا بشن حرب إعلامية شرسة بوسائل وتقنيات يقومون بتوظيفها بطرق دنيئة مادتها التشويه والكذب والتظليل والاختلاق والتجريد/ خدمة للمشروع الصهيوني الأمريكي الغربي الهادف إلى تقويض كياننا القومي وكيانات القطرية أيضاً...
ومن هنا ندرك مدى الأهمية البالغة التي يجب أن يطّلع بها الفكر المقاوم لهذه المرحلة الخطيرة جداً من حياة أمتنا العربية والتي تتعرض لمؤامرات غير مسبوقة فقد بتنا نرى بأم العين قضما جغرافيا حقيقيا للأرض في الخارطة العربية وفرض التفرقة والانقسام في هذا القطر أو ذاك لتصب ولاءات العرب في المحصلة لصالح المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة.
وأضاف المرجة: لقد صار مطلوباً اليوم أن يقف الأديب أو المفكر في الخندق الواحد جنباً إلى جنب مع المقاتلين الشرفاء المدافعين عن كرامة الوطن والمحافظين على حقوقه من أجل هدف كبير لنا جميعاً يتجلى في الحفاظ على مشروعنا القومي العربي والذود عن هويتنا الوطنية والقومية التي تتعرض اليوم لتهديدات حقيقية غير مسبوقة باتت تهدد الأوطان, وأصبحت تقتضي من أبناء الأمة جميعاً الوقوف صفاً واحداً لإحباط دفع فاتورتها المؤلمة الباهظة التي يريدون لنا أن ندفعها في كل لحظة نعيشها اليوم.
ammaralnameh@hotmial.com