تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لا يستطيع أحد أن يصدّنا عن الموت أو العيش لأجل سورية

شباب
الاثنين 9-9-2013
غانم محمد

من علّم الصبحَ كيف يرتّل أنفاسه لا يخشى من بضعة غربان قد تنعق هنا أو هناك، ومَن كحّل عينيه بالضوء وبالإيمان لن يصعب عليه التمييز بين الصحّ والخطأ، ومَن يؤمن بأن الملك لله وحده وأن النصر من عند الله لن يأبه لذلك الصوت المهزوز في بلاد الحجاز أو يضعف أمام بضع مليارات الدولارات التي لن تحرق إلا مبذرها...

لا شيء في الدنيا يعادل إيمان السوريين ببلدهم، ولا شيء هذه الأيام يثير استهزاء السوريين أكثر من الهراء الذي يردده الأمريكيون ومن يدور في فلكهم، ولا شيء يبعث على التفاؤل أكثر من التزام السوريين بحياتهم العادية دون أي استثناء ودون أي إجراءات إضافية..‏

غالبية السوريين لم يدخروا خبزاً لأيام قد يتحامق فيها الأمريكي ويقصف سورية، ولم تفكّر هذه الغالبية بترك سكنها وترابها، بل أن الكثيرين راحوا يتمنون أن تقدم أمريكا على مثل هذا الفعل الشنيع لتعرف أن الله حق وتلقى ما تستحقه من قبضة جندي عربي سوري لا يرى فوق هامته سوى الخالق الجبّار..‏

سندافع عن بلدنا بضحكات أطفالنا، بتلك الرغبة العارمة لدى شبابنا وهم يسجلون رغباتهم على طلبات المفاضلة، بالصلاة والصوم من أجل سورية.. «.. أيقظوني عندما تأتي الضربة الأمريكية ضد سورية أحبّ أن أشاهدها على الهواء مباشرة..» هو مثال واحد على تندّر أبناء سورية الشرفاء وسخريتهم من ضجيج أمريكا وتهديدها لوطنهم سورية.. السوريون لا يخشون العدوان لأنهم مدّوا أجسادهم وأرواحهم سوراً منيعاً فداءً لسورية الأرض والشعب والقيم والتاريخ فمن يقدر على اختراق هذا السور ما دام كل فرد فيه يطلب الشهادة من الله..‏

نعيش وسط الناس ونعرف ماذا يقولون وكيف يفكّرون... لا أحد يستبعد أن يقدم حلف العدوان على ضرب سورية لكن لا أحد أيضاً يشكّ لحظةً أن سورية هي المنتصرة في النهاية مهما حشدوا من عملاء ومرتزقة ومهما تفننوا بأساليب القتل والعنف ومهما ضُخّت أموال «عربية» بكل أسف لقتل الحياة في سورية..‏

هم يرتعدون خوفاً مما قد تردّ به سورية عليهم، والسوريون يزدادون ثقة بجيشهم وبحكمة قيادتهم ويتمسكون بالحق الذي نذروا أنفسهم للدفاع عنه..‏

ثمة سموم تُنفث باستمرار لإضعاف عزيمة السوريين أو لدفعهم لليأس والتسليم بما يتمنون أن يكون في سورية، ومن بين الأخبار والتقارير المطبوخة بالسمّ هو ما عمّمته اليونيسيف عن أن حوالي مليوني طفل أي ما نسبته 40% من أطفال سورية ممن هم في سن المدرسة أصبحوا خارج المدارس بفعل الحرب الدائرة في سورية!‏

لن نشكك بالمعلومة ولكننا لا نقبل أن تُسوَّق بهذه الطريقة وعلى المنظمات الدولية التي ساقت الكثير من الأرقام المخيفة فيما يتعلق بالوضع التعليمي أو الصحي أو المعيشي في سورية أن تشير إلى المتسبب بهذا الوضع وأن تطالب الدول المنتسبة لها بوقف دعمها لهؤلاء المخربين الذين نقلوا سورية من الحالة المثالية للعيش والتطور والرعاية إلى ما هي عليه الآن..‏

على مبدأ «اعرف عدوك» نتابع القنوات الشريكة في المؤامرة على سورية ولكن نخشى على البعض من أبنائنا أن يقعوا في فخّ زيفها و»رقّة» عباراتها وعناوين أخبارها وخاصة فيما يتعلق بالمعلومات التي تسوقها...‏

مدارسنا فتحت أبوابها وهذا الأمر يزعجهم بكل تأكيد فكان ذلك التقرير، وبعد أيام سيقولون: إن 80% من طلبة الجامعة لن يتمكنوا من الالتحاق بدراستهم الجامعية بسبب العنف المستخدم من قبل النظام في سورية ، وبعد ذلك سيقولون :إن المطر لن يهطل في سورية هذا العام والسبب هو النظام السوري!‏

ليقولوا ما يحلو لهم فثمة قناعة نرددها « سورية الله حاميها» وثمة واقع لا أحد يستطيع إنكاره هو تسابق أبناء سورية للدفاع عنها فأي قوة تستطيع منعنا عن الموت في سبيل وطننا؟‏

نعيش من أجل سورية ونموت في سبيلها ولا حلول وسط في هذه المعادلة الوطنية وما النصر إلا من عند الله.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية