أسباب فوز الملكي (صاحب أقوى هجوم في البطولة برصيد 33 هدفاً) على صاحب أقوى دفاع برشلونة (تلقى أول 3 أهداف في الليغا) كثيرة, منها فنية ومنها عوامل أخرى تتعلق بتكتيك المدربين خصوصاً من ناحية الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي برهن عن خبرته القيّمة والتي تغلب بها على طموح منافسه لويس انريكه المتخبط بخياراته في لقاء السبت.
في البداية الثنائي المرعب .. فتكتيك أنشيلوتي ما كان لينجح لولا حالة التركيز الكبيرة التي عاشها كل من كارباخال ومارسيلو أطراف ريال مدريد, وقاما بدورهما على أكمل وجه دفاعياً وهجومياً بعد أن ساهما بأغلب هجمات الريال على الأطراف وكانا بمثابة مغذي حقيقي لخط الهجوم. ثانياً .. حنكة أنشيلوتي في قراءة المباراة قبل بدايتها ، حيث اعتمد تشكيلة 4-4-2, أربعة لاعبين في الوسط وأربعة خلفهم في الدفاع, مع تقارب الخطوط فيما بينهم, أمور ساهمت بإغلاق المساحات أمام ليونيل ميسي ونيمار دا سيلفا وحتى لويس سواريز, كما أن دور كل من أندريس إنييستا وكزافي هرنانديز ألغي بفعل الكثافة العددية في الوسط. ثالثاً.. جميعنا يعي مدى التخبط الذي عاشه البارسا ليلة السبت, فهو مختلف عن جميع القمم السابقة أمام الريال, التنسيق غائب كلياً عن خطي الوسط والهجوم, فرغم وجود صلابة دفاعية في المباريات الماضية من الريال إلا أننا كنا نشاهد البارسا قادر على فك شيفرته بمجهود من ميسي أو بتمريرة من إنييستا أو كزافي لكن لا حياة لمن تنادي!.. رابعاً .. لقد أخطأ لويس إنريكه أولاً بعدم الزج بجوردي ألبا واقتناعه بجبرمي على الناحية اليسرى ، فالأخير لم يقدم أي شيء طيلة مجريات اللعب وانريكه كان مصرّاً على عدم التدخل, والأمر الثاني هو إشراكه سواريز من أول اللقاء بعد التوقف, فالمباراة لها اعتباراتها الخاصة ولا يمكن لأي لاعب أن يدخل في تفاصيلها بهذه السهولة, كان الأفضل إشراك بيدرو منذ البداية والاستعانة بسواريز في النصف الثاني.خامساً.. كان الثلاثي كريستيانو وبنزيمة ورودريغز في قمة العطاء من جميع النواحي, عرف كيف يعود إلى اللقاء ويجبر البارسا على التراجع بعد التقدم, والفرص الضائعة في نهاية اللقاء سببها التسرع, ولو كان الريال متأخراً وسنحت له هذه الفرص لكان ترجمها بنجاح, لكن التقدم في اللقاء جعله متسرعاً بعض الشيء, ويتعامل مع الكرات باستهتار ايضاً. سادساً وأخيراً.. عبارات يعتقد أنها على كل لسان مدريدي والسبب غياب الثنائي ميسي ونيمارعن اللقاء فنياً, فاللاعبين لا يهمهما أي رقابة وقدراتهما عالية في الهروب منها, لكن في الكلاسيكو لم يظهرا كالمعتاد, ليزجا ثقة عالية في نفوس دفاع الريال الذي أبدع فوق العادة .
خسارة موجعة
ولهزيمة برشلونة أسبابها ، فالتشكيلة التي دخل بها لويس انريكه والتي ساهمت بنسبة 90% في الخسارة كانت غريبة نوعاً ما.. في البداية ارتكب انريكه خطأ بالدفع بجيرارد بيكيه الذي تسبب بالهدف الأول وبكل سذاجة على حساب جيرمي ماتيو الذي كان سيئاً في مركز الظهير الأيسر على حساب جوردي ألبا الأكثر سرعة ومراوغة. ودخول كزافي منذ البداية كان كارثياً على حساب إيفان راكيتيش الأساسي منذ بداية الموسم حيث لم يقدم كزافي أي إضافة وكان الأجدر أن يتم الدفع به في منتصف الشوط الثاني للاستفادة من خبرته.. فعدم الدفع براكيتيش منذ البداية أفقد البارسا السيطرة على وسط الملعب وأفقده الحيوية والرؤية التي كان سيقدمها النجم الكرواتي. كذلك إشراك سواريز الغائب عن المباريات الرسمية منذ أربعة أشهر تقريباً كان غريباً بمباراة بحجم الكلاسيكو وكان الأجدر أن تتم الاستعانة به في الدقائق اللاحقة من الشوط الثاني وأن يلعب بيدرو الأكثر خبرة في الكلاسيكو حتى وإن لم يكن في أفضل حالاته. ومن أسباب التعثر الكاتالوني ايضاً ، الدفاع المركب الذي فرضه الريال في منطقته حد من المساحات أمام لاعبي برشلونة مما قلل فرص التهديف إلى درجاتها الدنيا وخصوصاً بعد هدف التعادل للريال. وكذلك النجاعة الهجومية للملكي حسمت الموقف حيث تم ترجمة جميع الفرص الحقيقية تقريباً إلى أهداف. وإلى ذلك فقد برشلونة التركيز تماماً وخرج من المباراة بعد الهدف الثالث وفشلت محاولات انريكه في دب الروح مرة أخرى عبر تبديلاته.وفي النهاية.. لويس انريكه هو المسؤول الأول عن خسارة برشلونة وفشل في قراءة الفريق الخصم و(تفلسف) كثيراً في وضع التشكيلة مما أدى إلى هذه الخسارة الثقيلة.