وأشار المشاركون في مؤتمر صحفي عقد في موسكو أمس بمناسبة مرور عامين على بدء العملية العسكرية الروسية ضد الإرهابيين في سورية إلى أن الأمريكيين لم يفعلوا شيئا ضد تنظيم (داعش) وغيره من التنظيمات الإرهابية بل هناك تنسيق كبير بينهم بينما تقوم روسيا بالتصدي لعملية تدمير دول المنطقة بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها.
واكد الجنرال ليونيد ايفاشوف رئيس مركز التحليلات والتنبؤات الإستراتيجية بموسكو في مقابلة مع مراسل سانا أن الأمريكيين يحاربون في الشرق الأوسط من أجل تحقيق مصالحهم ومصالح شركاتهم ورساميلهم كاشفا أن الحرب الواسعة التي يسعروها في المنطقة تجلب أرباحا كبيرة لشركات النفط والغاز الأمريكية.
وأوضح الجنرال ايفاشوف أن روسيا تعرف جيدا الامكانيات التي حصلت عليها التنظيمات الإرهابية بسورية من رعاية وتدريب من قبل الجانب الأمريكي والتمويل السخي من ممالك ومشيخات الخليج والدعم اللوجيستي من تركيا لافتا الى أن «الأمريكيين لا يمكنهم أن يقاتلوا ضد انفسهم لأن تنظيم (داعش) الإرهابي هو وليدهم بالذات وبالتالي لن يقاتلوا ضد صنائعهم الذين يعملون لتحقيق أهداف واشنطن».
وأدان ايفاشوف الاعتداءات الأمريكية والإسرائيلية على مواقع الجيش العربي السوري وقال «إن (اسرائيل) هي حليفة واشنطن الرئيسية في الشرق الأوسط ولذلك عندما خططت الولايات المتحدة للعدوان ضد سورية اتفقت مع (اسرائيل) حتما وكان هناك توزيع للادوار بينهما».
بدوره قال المحلل السياسي والسفير الروسي السابق في دمشق الكسندر زوتوف إنه مع تقدم الجيش العربي السوري وحلفائه نحو الأمام تبرز الحقيقة بأن الدور الأمريكي مشبوه جداً وهذا ما تؤكده الصور الفضائية التي تنشرها وزارة الدفاع الروسية بان هناك مواقع للقوات الخاصة الأمريكية داخل المناطق التي لا يزال يسيطر عليها تنظيم (داعش) الإرهابي.
وطرح زوتوف أكثر من علامة استفهام بصدد العلاقة بين الأمريكيين والإرهابيين وخاصة لجهة قيام الحوامات الأمريكية بنقل متزعمي تنظيم (داعش) الإرهابي وعائلاتهم من دير الزور وإخراجهم إلى مكان ما لاستخدامهم فيما بعد ضد الجيش السوري من جديد.
بدوره أوضح كبير الباحثين في معهد قضايا الأمن الدولي في أكاديمية العلوم الروسية الكسي فينينكو أن القتال ضد الحكومة السورية الشرعية هو الهدف الرئيسي للوجود الأمريكي غير الشرعي في أراضي سورية عن طريق الدعم المباشر وغير المباشر لتنظيم (داعش)الإرهابي.
وأكد فينينكو أن الامريكيين لم يفعلوا شيئا ضد داعش بل كانوا يطالبون مع الأتراك بفرض منطقة حظر جوي في سورية لحمايته من ضربات الجيش العربي السوري والقوات الجوية الروسية وجعله يقترب من الحدود الروسية.
بدوره رأى السياسي اندريه ستيبانوف أن الأمريكيين غاصوا في المستنقع السوري وأن ازدواجية الموقف الامريكي واضحة للعيان مشددا على أن كل الوجود الأمريكي في سورية غير شرعي لسبب بسيط هو أن الأمريكيين لم يحصلوا على اي إذن من مجلس الأمن ولم يأتوا الى أراضي سورية بدعوة من سلطاتها الشرعية ولذلك فان كل الخطوات العسكرية الأمريكية في سورية غير شرعية.
وفيما يتعلق باستشهاد الفريق الروسي فاليري اسابوف كبير الخبراء العسكريين الروس في سورية قال ستيبانوف «إن ما يثير الدهشة هو تلك الدقة الفائقة لهذه الضربة التي اودت بحياة الفريق اسابوف ومترجمه فقط من بين كل المجموعة التي كانت موجودة في المكان وهذا يعني أنه كانت هناك مؤامرة لأن الأمريكيين يملكون إمكانيات استطلاع واسعة من طائرات دون طيار ورادارات ووسائل التنصت اللاسلكي وعلى الأرجح كان الأمريكيون يمتلكون معلومات دقيقة عن وجود الفريق اسابوف في مكان معين ووقت معين وحدث تسريب للمعلومات بهذا الشأن بصورة متعمدة الى تنظيم «داعش» الإرهابي أو أن القوات الخاصة الأمريكية شاركت مباشرة في تخطيط وتصويب وضرب الموقع الذي كان موجودا فيه الفريق الروسي».