ومع كل يوم تتقلص فيه الأراضي التي يسيطر عليها الإرهابيون في سورية، مقابل اتساع الإنجازات والانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري، بالتوازي مع المصالحات الوطنية التي تسير على قدم وساق، نجد أن واشنطن من خلال تحالفها الخارج على القانون تسابق من جهتها زمن التراجع الإرهابي كي تحصد المزيد من الأرواح، وتدمر أكثر ما تستطيع من الممتلكات العامة والخاصة للسوريين في العديد من المدن والمناطق السورية، تحت شعار محاربة الإرهاب المزيف.
ولم يقف الإجرام الأميركي عند ارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل الأبرياء وتدمير البنى التحتية، بل إنه أوغل أكثر فأكثر من خلال استخدامه للأسلحة المحرمة دولياً، كقنابل الفوسفور الأبيض والقنابل العنقودية، كما فعل تحالفه الإجرامي أمس باستهدافه الأماكن المأهولة بالسكان بأطراف بلدة الصور في ريف دير الزور الشمالي الشرقي، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من المواطنين الأبرياء، وقبله بيوم واحد ارتكب مجزرة مشابهة في بلدة مركدا بريف الحسكة الجنوبي، وقبلها العديد من المجازر التي راح ضحيتها مئات المواطنين.
السعار الأميركي والسعار الداعشي في سباق محموم ضد الشعب السوري، فمن يسلم من السوريين من إرهاب داعش، لا يسلم من إرهاب وإجرام الولايات المتحدة، فالطرفان يتبادلان الأدوار في وضح النهار، دون أي رادع أو وازع، وذلك بحسب ما يتم تخطيطه وفق استراتيجيات إدارات البيت الأبيض التكتيكية.
وأمام هذا المشهد الذي يتسابق فيه الإرهابي والمتجلبب براية محاربة الإرهاب، من يسفك دم أكثر من الثاني، إلى متى يبقى المجتمع الدولي يقف كجمهور لا يجيد سوى الصمت والتعامي عن جرائم ترتكب من قبل داعش والأميركيين في رابعة النهار؟