قادر على امتلاك أوراق ضغط وتفاوض في مواجهة تلك المحاولات المستمرة لفرض رؤية أحادية تحقق مصالح تلك الدول الاحتكارية.
وجاء إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته الأخيرة للعاصمة التركية أنقرة الاثنين الماضي تعليق العمل في المشروع الروسي الايطالي لبناء خط الغاز ساوث ستريم نتيجة العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على موسكو بسبب الأزمة الأوكرانية ليظهر حجم أوراق القوة التي تمتلكها موسكو في مواجهة المواقف والضغوط الغربية العنجهية حيث جعل هذا الإعلان الدول الغربية تراجع مواقفها وتستشعر عواقب ممارساتها وضغوطها.
وكان بوتين اعتبر في تصريحاته حول الموضوع أنه إذا أخذنا في الاعتبار الحقيقة التي تفيد بأننا لم نحصل حتى الآن على موافقة بلغاريا تحت ضغط الاتحاد الأوروبي السماح بمرور الأنبوب في أراضيها فإننا نعتقد بأن روسيا لا يمكنها مواصلة العمل فيه مؤكدا أنه إذا لم تنتبه أوروبا إلى هذه النقطة فلن نحاول لفت نظرها إليها وسوف نعيد توجيه مصادر طاقتنا المتدفقة إلى مناطق أخرى من العالم.
يضاف إلى ذلك طبعا الحضور المتميز لروسيا ضمن مجموعة بريكس التي تضم خمسا من أبرز القوى الاقتصادية الناشئة في العالم ممثلة بالصين والبرازيل والهند وجنوب إفريقيا وروسيا وتشكل حاليا إحدى ركائز نمو الاقتصاد العالمي وأحد أبرز المؤثرين فيه.
كل هذه التفاعلات تؤكد من جديد أن روسيا باتت قوة اقتصادية فاعلة ورقما صعبا لا يمكن تجاوزه في المعادلات الدولية وهو ما يلقى بظلاله على المستوى السياسي حيث تثبت موسكو وجودها أيضا في القضايا الدولية من خلال وقوفها في وجه محاولات الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة لفرض نفوذها ورؤيتها الأحادية على مسار التطورات السياسية في العالم.
في مقابل ذلك تصر الدول الغربية على سياساتها الاستفزازية والمتغطرسة تجاه روسيا من خلال الانسياق وراء الخطوات الأميركية في فرض عقوبات اقتصادية على موسكو والتهرب من مواجهة حقائق مرة .
وتبرز أيضا السياسة الروسية فيما يخص مكافحة الإرهاب بالاستناد إلى الشرعية الدولية وليس عبر أحلاف وتجمعات دون غطاء شرعي وقانوني لخدمة أهداف ومشاريع غربية خاصة.