للبحث العلمي أصبح لسورية رصيد كبير تعتز به من العلماء والخبراء القادرين على تطويع الانجازات العلمية لخدمة المجتمع وتنمية موارده وقدراته وقد أعيدت في السنوات الأخيرة هيكلة البحث العلمي في مؤسسات التعليم العالي وأحدثت مجالس خاصة به على مستوى الجامعات وشكلت وحدات له في جميع الكليات إضافة لإحداث مراكز تميز بحثية متخصصة وإقامة روابط تعاون مع مراكز بحثية وطنية وعربية وأجنبية حيث يعتبر ربط الأنشطة البحثية الجامعية بالمجتمع من أبرز الخطوات العملية لترجمة أهداف الجامعات في العمل مع المجتمع وتنمية تطلعاته.
وبيّن الدكتور حسان الكردي رئيس جامعة دمشق أن الجامعة تسعى إلى التميز في البحث العلمي والبرامج التعليمية المرتبطة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في سورية وعملت على تحقق الريادة في التركيز على التخصصات والمهارات المطلوبة للخريجين من خلال ربط برامج الشهادة الجامعية الأولى والدراسات العليا كماً ونوعاً بمتطلبات وحاجات سوق العمل وتم توجيه البحث العلمي في الدراسات العليا لتلبية متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح الدكتور جمال العباس نائب رئيس جامعة دمشق للشؤون العلمية أهمية ورشة العمل وهي الثانية لتجمع بين الباحثين في اختصاصات الأقسام العلمية وبين ممثلي الفعاليات المختلفة في المجتمع وهي استمرار للورشة التي عقدت العام الماضي وتم وضع دليل محاور البحث العلمي بإصداره الثاني.
وقدم الدكتور فتحي غنيمة مدير البحث العلمي في جامعة دمشق عرضاً شرح فيه واقع البحث العلمي في الجامعة وإجراءات النهوض به لافتاً إلى أنه تم زيادة حجم الانفاق السنوي لتجهيز المخابر التي أصبحت تمثل مراكز متميزة محلياً وإقليمياً وتضم الجامعة فريق بحث مكون من 2000 عضو هيئة تدريسية و800 عضو هيئة فنية ويتجاوز حجم الانفاق السنوي للتمويل المباشر للأبحاث العلمية مئة مليون ليرة.
وناقش المشاركون في الورشة محور التغيرات المناخية والجيولوجية والآثار البيئية وستناقش على مدى أسبوع العديد من المحاور العلمية التي تتناول استثمار التقانات الحديثة في الصناعة المحلية والتركيز على الطاقات المتجددة والبديلة وتطوير صناعة الغذاء والدواء والتخطيط الإقليمي والتنمية المستدامة إضافة للعديد من المحاور الأخرى.