ولعل من الجميل ونحن نستقبل العيد أن نرى سباحنا العالمي فراس معلا على منصات التتويج الدولية كالعادة، وهذه المرة كان التتويج في كوريا الجنوبية، حيث حل ثانياً في بطولة العالم للماسترز(الأساتذة)، ليحرز الميدالية الفضية كما وعد في مؤتمر صحفي عقده قبل السفر، فكان فوزه عيدية جميلة.
وفراس نموذج للبطل الرياضي الذي يتمتع بالإرادة والطموح وحب التحدي، هذا فضلاً عن أخلاق رفيعة وحب الوطن الذي يزيده إصراراً وعزيمة على تحقيق الإنجازات التي تخلّد اسم سورية في كل بطولة عالمية، كما أنه مثال الرجل القيادي الذي يقوم عمله على النظام والتخطيط والعلم.
قد يقول قائل :إن هناك مبالغة فيما نقول، ولكن عندما يعلم المتابعون أن فراس يبدأ تدريباته اليومية عند الساعة الرابعة فجراً ولمدة ساعتين على الأقل ، ثم يتدرب مساءً بجد ودون كلل أو ملل، يدرك حقيقة ما نقول، فالبطولة لا تأتي من فراغ، وهي ليست مجرد كلام، وكما يقول الشاعر:
وما نيل المطالب بالتمني.. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
لقد أفرحنا فراس البطل الصديق وهو يحقق إنجازاً عالمياً، في وقت أصبح من النادر فيه تحقيق إنجاز في رياضتنا المتراجعة، والتي لولا مجد الدين غزال بطل القوى العالمي، ولولا إشراقات فراس بين الحين والآخر، ولولا طفرات هنا وهناك، لفقدنا الأمل تماماً، ولعل المؤسف أن رياضتنا مليئة بالخامات والمواهب، ولكن سوء الإدارة أضاع الكثير من هذه المواهب والكفاءات، ودفع بالخبرات للابتعاد، فوصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم..