وقبل ان تتمكن الجماعات الارهابية من اعادة بناء خطوط تحصينات ارهابها وتعزيز عديدها وعتادها وطرق امدادها، تمكن الجيش العربي السوري من اضافة سطور جديدة الى سجلات تحريره، وقد حقق أهم تقدم له في ريف محافظة إدلب منذ أكثر من عام، وهو عنوان المشهد الجديد الذي حققه الجيش العربي السوري حيث تمكنت وحدات الجيش العربي السوري من قرع ابواب ادلب واستطاع أمس فرض سيطرته على بلدة الهبيط بجنوب إدلب، بعد أن تمكن من السيطرة على أحياء ومزارع البلدة الاستراتيجية، بعد معارك عنيفة مع إرهابيي «جبهة النصرة».
وتنبع أهمية بلدة الهبيط كونها بوابة لريف إدلب الجنوبي، وبوابة للوصول إلى مدينة خان شيخون والطريق الدولي «دمشق - حلب».
وبحسب محللين فإنه وفقا لهذا السيناريو.. وفي حال تابع الجيش العربي السوري تقدمه وفق المحورين الشرقي والغربي، ستكون مواقع الجماعات الارهابية داخل بلدات كفر زيتا واللطامنة ومورك وعشرات القرى الأخرى محاصرة بالكامل، ومقطوعة الإمداد عن ريف إدلب الجنوبي.
تلك الصفعات لمشغلي الإرهاب يبدو أنها أدخلت التنظيمات الارهابية ضمن سراديب التخبط والقلق من الآتي ما دفعهم لحشد المزيد من المرتزقة بهدف محاولة ايقاف عجلة الجيش من التقدم، وللغاية تلك واصلت التنظيمات الارهابية هجماتها الإرهابية لتوسيع الرقعة الخاضعة لسيطرتها في منطقة اتفاق «خفض التصعيد» في محافظة إدلب.
حيث قال رئيس مركز حميميم أليكسي باكين إن المجموعات الإرهابية وعلى رأسهم «جبهة النصرة» الارهابية تقوم بحشد كتائبها الارهابية في الجزء الجنوبي من منطقة خفض التص--عيد بإدلب. وعلى مستوى مشغليهم وداعميهم فإن انتصارات الجيش العربي السوري وضعت «الأميركي والتركي» في مأزق هذا عدا قطع الطريق على أي محاولات تركية لضم هذه الأجزاء والتوسع داخل الأراضي السورية وأيضاً قطع شوط كبير في إعاقة مخططات الأميركي في إطالة الأزمة وتحقيق الاستقرار اللازم لتوجه الجيش نحو ما تبقى من الأراضي السورية المحتلة سواء من الإرهابيين أو داعميهم من القوات الغازية.
تلك المعلومات لم تكن وحيدة فقد رافقتها فضائح جديدة تؤكد العلاقة الكبيرة بين ما يسمى منظمة الخوذ البيضاء الارهابية وارهابيي جبهة النصرة بحسب ما كشفته الصحفية الكندية «إيڤا بارتليت» والتي عملت في سورية، بحيث تحدثت عن تعامل مباشر بين ارهابيي «الخوذ البيضاء» والفصائل الارهابية كـ»جبهة النصرة» وغيرها من الفصائل الارهابية. ولطالما عملت منظمة «الخوذ البيضاء» على فبركة أدلة حول الاستفزازات الكيمائية التي تتهم فيها دمشق، لإيجاد ذريعة لشن اعتداءات على سورية من قبل مشغليهم وداعميهم وجلب العدوان.
وهذه ليست المرة الاولى التي يتم من خلاها الكشف عن تلك العلاقة الوثيقة بين المنظمة الارهابية والتنظيمات الارهابية في سورية ، فقد كانت العديد من التقارير الغربية قد أكدت مؤخراً علاقة ارهابيي الخوذ البيضاء بالعديد من الفصائل المصنفة على قائمة «الإرهاب» في حين تواصل الولايات المتحدة وبريطانيا دعمها للمنظمة بكافة الأشكال، وخاصة في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة «جبهة النصرة» بشكل شبه كامل.
الى ذلك أخذت المصالح التركية والأميركية تتلاقى وتتواصل ضمن اجنداتها المرسومة للمنطقة حيث أخذ الطرفان يرسمان خطوط اطماعهم بما يخدم تلك المصالح، فيما يتعلق بـ»المنطقة الآمنة» المزعزمة. وهذا يؤكد على ان العمل ضمن طرقات المصالح بين شريكي الارهاب يلغي كل التجاذبات التي كانت حاصلة ويطوي صفحات الخلاف اذا ما كانت صحيحة.. في حين يؤكد مجدداً بأن كل تلك الخلافات بين الطرفين عبارة عن مسرحيات هوليودية، لاسيما في مضيهم بحرق ورقة «قسد» التي باتت تعلم بأن واشنطن باعتها، ومن المعروف عن اميركا تخليها الصريح عن حلفائها باستمرار بعد أن تجد مصالحها مع اطراف أخرى.
ميليشيا «قسد» الخاسر الاول من كل تلك الاتفاقات والمراهنات لم تستطع عمل أي شيء سوى تقاويها على المدنيين الضعفاء من خلال شنها حملة اعتقالات في محافظتي الحسكة والرقة بعد مظاهرات واحتجاجات شعبية ضد سياستها في مناطق سيطرتها داخل الجزيرة السورية. وخرج أبناء بلدة تل براك، الواقعة شمال شرقي محافظة الحسكة، قبل يومين في مظاهرة تنديدا بممارسات انفصاليي تنظيم «قسد» الموالين لجيش الاحتلال الأميركي بحق أبناء العشائر العربية في المنطقة الشرقية.